الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
سوريا بعيون عراقية.. لا صور للرئيس او حديث عن الماضي

بواسطة azzaman

سوريا بعيون عراقية.. لا صور للرئيس او حديث عن الماضي

هارون محمد

 

اول شيء يلاحظه زائر دمشق اليوم، استبشار الناس بالاوضاع الجديدة، وفخرهم برئيسهم احمد الشرع، رغم الضنك وصعوبة الحياة المعيشية وتذبذب سعر الليرة، واغلبية السوريين يتوقعون مستقبلاً زاهراً في عهد الشرع، وهم فرحون لان سورية عادت الى حاضنتها العربية، وتلاحظ ذلك عندما يعرفون انك عربي وتزور دمشق.

الاسواق مكتظة، والزوار العرب كثرة، والفنادق فل، والمطاعم تشتغل، والامن سائد، وتلاحظ النساء على سبيل المثال، يتجولن في الساعة الواحدة ليلاً، اما المقاهي المشهورة (هافانا، الروضة، الصالحية وغيرها مزدحمة بالزبائن، وتشهد نقاشات تنصب على مستقبل سوريا ودورها في المنطقة والعالم، وثمة فعاليات ثقافية ومسرحية تقام فيها يومياً، سوق الحميدية الشهير يزهو، والجامع الاموي في نهايته يتألق بانواره ومرتاديه، كل شيء في سوريا واعد، والاعمار تجده في كل مكان، بنايات ترتفع واخرى قديمة تختفي، والاستثمار العربي وخصوصاً السعودي والقطري، يتوجه نحو التنمية والبنية التحتية، وتحديداً مجالات الطاقة والصناعة والزراعة والسياحة، ستظهر آثارها الطيبة بعد سنة، سنتين، وبالتأكيد ستتحول سوريا الى واحة للامن والاستقرار والتنمية، وهذا ما يجمع عليه السوريون.

هذه ملاحظات اولية عن دمشق، يلحظها زائرها، بحيادية وتجرد، وايضاً بمحبة.

لا تجد صوراً أو ملصقات للرئيس احمد الشرع في شوارع دمشق وميادينها، بعد ان كانت مليئة بصور وجداريات ونصب حافظ الاسد وابنه بشار، ممنوع تعليق صور الرئيس في المحال التجارية او المقاهي، او الاماكن العامة، والمخالف يتعرض للمساءلة القانونية، ويتحدثون عن صاحب محل في حي الميدان القديم وسط دمشق، بلغت به المحبة والحماس، الى رفع لوحة زيتية للرئيس في محله، رسمها أحد ابنائه، وكانت النتيجة، جاء افراد الامن العام وانزلوا اللوحة، وسجلوا عليه مخالفة!!.

صور الرئيس

يلجأ المحبون والمؤيدون للرئيس الشرع، الى اظهار صوره على الشاشات، صور ثابتة،  لتفادي العقوبات !

السلع والبضائع والمواد الغذائية متوفرة في الاسواق، ولاحظت كثرة الموز المستورد،  وسمعت انه كان نادراً في العهد السابق، الخبز متوفر في كل مجال، لا طوابير امام المخابز والافران، الالبان والاجبان السورية رخيصة، قياساً الى المواد الاخرى، كيلو اللبن 10 الاف ليرة (أقل من نصف دولار)

الشاي والقهوة والمرطبات والمشروبات الغازية ، في المقاهي والكافيهات الراقية، كما في كافيه فندق الشام، بحدود 3 دولارات، لا عدادات في سيارات (التاكسي)، فقد انهارت في العهد السابق، عليك ان تتعامل مسبقاً، والسواق السوريون لطفاء مع العرب، ويجبرونك على ان تدفع لهم،  أكثر من المعتاد، وانت الممنون، ذهبت الى ( جرمانا) وأحب هذا الحي شخصيا، وسكنت فيه فترات اقامتي قبل الاحداث، الوضع هاديء فيه، والمطاعم العراقية، ما زالت في مكانها، تستقبل محبي الأكل العراقي ، مقام السيدة زينب، زاد رونقه، وظهر متألقاً، بعد ان ازيلت الرايات واللافتات المنفرة منه، ومفتوح للزيارة الى ساعة متأخرة من الليل.

بيئة حي السيدة زينب، باتت اكثر انفتاحاً وتنظيماً، ولا وجود لمكبرات الصوت والتسجيلات ذات المضامين الطائفية، وانخفض عدد العراقيين من اللون الواحد فيه.

السوريون تابعوا بشغف، زيارة رئيسهم للامم المتحدة، ويعرض أصحاب المقاهي والمطاعم والفنادق، لقاءاته هناك، ويعيدونها طوال اليوم (مسجلة)، أكثر من التلفزيون الحكومي، وترتفع اصوات الزبائن في الاشادة بمواقف رئيسهم ورصانته. كثير من السوريين، في دمشق، على الأقل، يغالون في حب الرئيس الشرع، وخصوصاً السنّة منهم، والسنة في دمشق أغلبية سكانية، كما هو معروف، ورغم ان هذه الحالة، عاطفية وربما طائفية، الا اني أخشى من استفحالها، وأخاف من اتساعها، حتى لا تتحول الى (تقديس)!!، برغم ان السلطات الحكومية لا تسمح بذلك، وسمعت من صاحب الفندق الذي انزل فيه، ان حفلاً غنائياً أقيم في حي المزرعة، دوهم من الامن، ومُنع المطرب الذي كان يغني فيه، تمجيداً ومديحاً للرئيس، من تناول اسمه، وهذه حالة ايجابية، آمل ان تستمر.

طلب وظائف

في دمشق، الناس في سباق من العمل، ولاحظت اعلانات في واجهات المحال التجارية والمطاعم وعيادات الاطباء وصالونات الحلاقة والشركات،تطلب عمالاً وموظفين، وهذا شيء جيد، يعني ان السوق السوري نشيط، وقرأت ان المدينة الصناعية في حلب، تحتاج الى مزيد من الايدي العاملة، لتوظيفها في عمليات الانتاج، وتنشر اعلانات طلب العمال والفنيين.

السوريون متفائلون بالمستقبل، ولا يتحدثون في قضايا الماضي وكادوا ينسون اوجاعه ومآسيه، والشارع السوري ينبض بالحياة والحيوية. نتمنى لاخوتنا السوريين، دوام الخير والحياة الحرة الكريمة.


مشاهدات 291
الكاتب هارون محمد
أضيف 2025/09/28 - 3:18 PM
آخر تحديث 2025/10/01 - 10:37 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 686 الشهر 686 الكلي 12040541
الوقت الآن
الأربعاء 2025/10/1 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير