مدرستي في الخمسينات
خليل ابراهيم العبيدي
بمناسبة حلول عامنا الدراسي الجديد ، تذكرت مدرستي في الخمسينات وكانت تسمى مدرسة المسقپل الابتدائية ، وكانت بدوامين ، الاول من الساعة الثامنة حتى الساعة الثانية عشر ظهرا، والثاني من الساعة الثانية بعد الظهرحتى الرابعة عصرا ، باستثناء يوم الخميس حتى الواحدة ظهرا ، أيام الدوام ستة ايام ، والغائب بلا عذر يتلقى أقصى التوبيخ وشدة في الكلام ، وفي الدوام الصباحي فترة الافطار محسوبة بالدقيقة والمعلم بالانتظار ، والوجبة مكونة من الحليب الحار في شتاء بغداد أيام زمان ، وصمونة وبيض وقطعة فواكه وكبسولة من زيت السمك ، الوقت للتعليم مكرس ، المعلم انيق قدوة في الاخلاق والملبس ، مفعم بالوطنية حريص جدا على الدرس ، وكنا نستاء لكثرة الترديد والتعليم عنده مقدس ، وكانت الفترات كافية ، بستة حصص يومية ، منها درس الأعمال اليدوية ودروس التربية الرياضية ، الشعار فيها الجدية دون التمييز بين الدروس الصفية والا صغية ، وقد زارنا الموسيقىار جميل بشير عدة مرات وانشدنا بصحبته اناشيد الحياة ، وكان البعض بلباس الكشافة يقدم الاستعراضات ، تلك هي مدارسنا وذاك هو نشاطها ، عملها انصب على بناء الاجيال نينضموا الى الجامعات بشتى الاختصاصات ، بدءا من الطب والهندسة وضباط في القوات ، وصولا إلى المعلمين الجدد والمعلمات ، رحم الله من اسس لتلك المدارس ، اذ كانت تخلق الكفاءة وتجعل من التلميذ لبلده خير حارس ، واليوم وبهذه المناسبة لا بسعنا إلا ان تطالب بالعودة إلى نظام كانت تسير عليه تلك المدارس .