رحيل عاشق الموسيقى جمال السماوي.. مبدع عزف على القانون للمرة الأولى في محطة السماوة

دبي -  رياض محسن المحمداوي 

رحل عن عالمنا في العشرين من الشهر الجاري الموسيقي وعازف القانون جمال عبد العزيز السماوي بعد صراع طويل مع المرض .ويعد السماوي احد اساتذة آلة القانون المعروفين . تخرج على يده الكثيرين . عمل في فرق الاذاعة والتلفزيون وكذلك مع اغلب نجوم الغناء العراقي . تاثر باستاذه واخيه عازف القانون الراحل علاء السماوي واتبع خطواته في دراسة الموسيقى الاكاديمية في معهد الفنون الجميلة لالة القانون. ساهم في تاسيس عدد من الفرق الموسيقية والانشادية في العراق وكان حاضرآ باغلب المناسبات الوطنية والحفلات والمهرجانات. الف كتابه الذي جمع من خلاله  تاريخ وحكايات عازفي آلة القانون ليصبح منهجاً اكاديمياً يستفيد منه طلبة الة القانون والباحثين والمهتمين بالموسيقي العراقية. 

وقد ضمَّ الكتاب رحلة اكثر من ثلاثين عازفاً من أجيال مختلفة بدءاً بمرحلة العشرينيات من القرن الماضي حتى العام 2021 حيث سلّط الكاتب الضوء على شخصيات موسيقيّة كان لها باع طويل وأثر في العزف على آلة القانون. امثال يوسف زعرور  وخضير الشبلي وصولا الى عازف القانون حسن الشكرجي وجمال حمودي وكريم بنيان واخرين . ودخل معهد الفنون الجميلة في العام 1974 كان يسبقه أخوه علاء السماوي بأربع سنوات . وقد بدأت رحلته مع آلة القانون الساحرة.

ادوات فنية

خاض أول تجربة له بالعزف في برنامج الهواة الذي كان يبث بمحطة السماوة، بعد ذلك طورتُ أدواته الفنيّة، حتى مرحلة تخرج شقيقه من المعهد وقد شغال مكانه كعازف بفرقة المعهد في الحفل السنوي، بعدها عُين معيداً بعنوان مدرب فني .وقد انفتحت له آفاق جديدة في رحلته الموسيقية وقد شارك في عدة فرق وبرامج موسيقية ومهرجانات ومناسبات داخل وخارج العراق. وكان عضوآ نشط في نقابة الفنانيين العراقيين وشغل مناصب فنية عدة . وبعد الاحتلال عام 2003 ساهم السماوي في استرجاع ألألق الموسيقى من جديد بتأسيس اول فرقة بعنوان «العراق الجديد» بقيادة الفنان باسم مطلب وعملوا معآ لعودة الوعي الموسيقي قدر الامكان .

وكان السماوي  قد أجرى عمليات جراحية عدة في السنوات الأخيرة بسبب تردي وضعه الصحي . رغم ذلك واصل نشاطه في حضور الفعاليات الفنية والثقافية ونقابة الفنانيين فضلاً عن نشاطه المتواصل في الكتابة على مواقع التواصل الاجتماعي.

يذكر أن السماوي قد شكل العديد من الفرق الموسيقية في العراق وخارجه كذلك رافق أبرز مطربي العراق عازفاً على آلة القانون أو قائداً للفرق الموسيقية التي ترافقهم. وفضلاً عن ذلك فهو كان مدرساً للموسيقى والنشيد في وزارة التربية العراقية.كان السماوي يرى في آلة القانون عشقه الساحر كونها تستطيع ان تنتقل بمشاعره للمتلقي لتترجم الحزن والفرح. لكونها الآلة الوحيدة بالفرقة الموسيقية. وبرحيله روحًا بهية مرحة محبة للخير والجمال . روحآ كان لها مع كل نوتة حكاية . وفي كل لحن تألق . كانت الموسيقى لغته ووسيلته وعمقه الذي يجد فيه نفسه ويتواصل به مع الاخرين . هاهو يلوح بقلبه لمحبية ليعزف لحنه الاخير معلنا الرحيل . تاركآ خلفه نغمات الة القانون التي تحمل ذكريات عشقه الابدي. التي حملت معها لحظات الفرح والحزن معآ . فالموسيقى  كانت عشقه التي تعني له الحياة . التي منحته أجنحة تحمله نحو فضاء واسع وعالم من خيال تجسد في كل نغمة وكل لحن عزفه .