غاندي يرسل رسالة إلى مقتدى الصدر
نوزاد حسن
لو كان غاندي حيا، وفكر ان يرسل رسالة الى احد من الطبقة السياسية العراقية ترى من سيكون السياسي المحظوظ الذي سيخصه غاندي بكلمات حقيقية لا كلمات مزيفة.؟
سيتابع غاندي حياة السياسيين، اين يسكنون، وكيف يعيشون وما هي امتيازاتهم وعلاقاتهم، وصلتهم بالشعب.
سيبحث المهاتما غاندي بهدوء السياسي المجرب عن الاحزاب السياسية المتصارعة فيما بينها على السلطة وسيعجب ويحزن في الوقت نفسه.ان روح غاندي لا تتحمل رؤية سياسي يحصل على مكاسب فاحشة.
سيفكر طويلا في امتيازات رجال السياسة عندنا، وسيرعبه طابور السيارات المضللة السوداء بكل ابهتها وهي تقطع شوارع بغداد المليئة بالمتسولين. سينظر غاندي الى نعجته التي يشرب لبنها كل يوم. وسينظر بكآبة الى المستقبل.
في النهاية يصرخ غاندي وجدته وجدته.انه:مقتدى الصدر. عند هذه اللحظة يقرر ان يكتب رسالته العظيمة له. وهاكم نص الرسالة كما اتخيلها:
الزعيم السيد الصدر
احييكم بتحية الصدق واعرب لكم عن امتناني الكبير لكم لانكم تمثلون روح الانسان الحية. تمثلون جمال البساطة في اجمل صورها.
احييكم لانكم زهدتم في سلطة كما زهدت انا بها قبلكم فحصلت على هدوء روحي وخلودي.
ان متابعتي لما يحدث في بلدكم مقلق جدا، وموقفكم سماحة السيد الكبير جعلني متفائلا فترك السلطة بكل امتيازاتها عمل جبار لا يتحمله اعظم جبل في العالم.
نضالكم واعد وموقفكم اخلاقي عظيم انحني له بكل تواضع.
تخيلت هذه الرسالة وهي كلمات لا اشك في انها ستصدر من ذلك الزعيم العظيم لزعيم يتمسك بصمته السياسي دون ان يرف له جفن وهو يترك السلطة لمن يسعى وراءها.