حرية الرأي والرقابة في الشريعة الإسلامية
مهدي فاضل الغرابي
أقام الإسلام بالقران الكريم عالماجديدا'تربطه بخالقه أقوى واعظم العلاقات'وشهد المنصفون في العالم أن ذلك المجتمع كان أقرب المجتمعات التي شهدتها الإنسانية'وهي ترنو إلى المثل الأعلى والكمال 'وقدنشأن حرية الرأي والتعبير'حين سعر الإنسان بوجوده على الأرض'راح يبحث عن الحرية'فحمل العرب المسلمون مشعل الحرية وكان الترابط بين الحرية والديم الطابع الغالب في جوهر الشريعة الإسلامية؛كونها عالمية'تصاح لكل زمان ومكان' بما تضمنته من مبادىء وأحكام تنظم نشاطات الإنسان المختلفة،بأبعادها الروحية,والأحلاقية،والاجتماعية،الاقتصادية .
وكانت عليه هذه المبادىء منالعلاقة بين الإنسان وخالقه،قتل الله تعالى:(وإذاسألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان فليستجيبوالي وليؤمنوا بي لعلهم يرشد ون)سورة البأستس الحرية البقرة:اية 186.وقدوضعنت الشريعة الإسلامية،أساس الحرية الروحية للإنسان،ومنه تجلى مبدأ المساواة بين البشر،قال الله تعالى :(ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم سعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عبدالله أتقاكم إن الله عليم خبير)سورة الحجرات:اية 13، وبالمبدأالقراني وضعت أحكام الشريعة الإسلامية أساس حقوق الإنسان،ومدى تحققها في القوانين الوضعية الوطنية والدولية منهاوأكدت الشريعة الإسلامية على مبدأالشورى،وحق الرقابة القضائية على الأحكام الوضعية،وابداء الرأي في الشؤون العامة.
هذا هو مبدأحقوق الإنسان في الشريعة الإسلامية،وتعدحرية الرأي العمود الفقري للحريات الفكرية،فإذا كان من حق الإنسان أن يفكر فيما يكتنفه في شؤون حياته،ومايقع تحت إدراكه من ظواهر,ويأخذ بمايهديه إليه فكره،ويكون عقيدته الداخلية بصورة مستقلة ومختارة،فإن حقه يبقى ناقصا إذا لم يتمكن من التعبير عن أفكاره وأرائه ومعتقداته،بنقلها من مرحلتها الداخلية إلى حيزالوجود الخارجي لإعلام الناس بها،سواءأكانت في أحاديثه،أم بمجالسه العامة والخاصة أم في خطبه الخاصة أوالعامة،أم في أحاديثه ودروسه،أم في كتاباته وثقافاته ومقالاته.
إن حرية الرأي والتعبير طفلتها الشريعة الإسلامية والقوانين الوضعية المتعاقبة الداخلية والدولية،إنطلاقا من ذلك يحق للأفرادفي التعبير عن أفكارهم،ومشاعرهم دون تقييد سابق،أوتدخل من جانب الدولة،إلالتوقيع الجزاء في حالات السب،أوالقذف،أوالتحريض على الشغب،والتعبير المخل بالحياء.