أنتفوريا أنموذجاً.. سلوك السلگ السياسي

علاء هادي الحطاب

للسلگ معانٍ ومقاصد متتعددة في الخطاب العراقي، سواء الفصيح منه او الشعبي، وواحدة من تلك المعاني في مفردة « السلگ» هو عدم اتقان العمل، وانجازه بلا دقة او احترافية، بل انجازه بطريقة سريعة وإن كانت نتائج هذا العمل غير جيدة او صحيحة، لذلك يُقال في الحديث الدارج « سلگ الشغلة سلگ، يمعود هذا شغله سلگ موزين» وهكذا بمجرد ترد مفردة « السلگ « في تقييم عمل ما تعرف ان نتائج هذا العمل غير صحيحة وجيدة.  واضح اليوم ان هذا « السلگ « انتقل الى السلوك السياسي لدى الطبقة السياسية، لكن ولله الحمد ليس في دولة العراق، بل في دولة « انتفوريا» الافريقية الشقيقة، والسلوك السياسي « السلگي» في انتفوريا يتمظهر في التشريعات التي يقرها برلمانهم، فلديهم رئيس برلمان « شايب « اعتاد على « سلگ « كل مجموعة قوانين بسلة واحدة وضربة مطرقة واحدة، حتى إن لم يكن النصاب متحققا، حتى ان كانت هذه القوانين خلافية او فيها مخالفات، المهم ان رئيس برلمانهم اعتاد ان يسلگ تلك القوانين سلگ مبرحا دون ان يلتفت الى تبعات ذلك.

ادارة الدولة

القوى السياسية الموجودة في ائتلاف ادارة الدولة في انتفوريا هي الاخرى اعتادت على سلوك السياسي « السلگي» الذي حتما تكون نتائجه غير صحيحة وجيدة، لكنها بسلوكها السلگي هذا تضمن مصالحها ونفوذها واقتصادياتها ومناصبها، سواء كان في ذلك مصلحة لشعبهم ام لا، سواء كان ذلك يصب في بناء الدولة ام لا؟

كل شيء في دولة انتفوريا الشقيقة خاضع للـ» السلگ « بمصداقه السياسي، تشريع القوانين - تكليف الافراد بالمناصب - ادارة الدولة - العلاقات الخارجية - السياسات العامة « وفق هدف يسعون اليه جميعا وهو « السبع الي يخلي بالسكلة رگي».

طبعا اغلب مسؤولي « اذ لا ينطبق عليهم تسمية زعماء « احزاب دولة انتفوريا يعتقدون ان هذا البلد وحتما اقصد انتفوريا هو مجرد ( قاصة وفندق ) قاصة يأخذون منها الاموال حسب نظرية السكلة والرگي، وفندق يقيمون فيه لفترة من الزمن ثم يرحلون الى خارجه، اي انهم لا يجدون في قرارة انفسهم انهم ينتمون لهذا البلد الذي يأكلون من خيراته، لذلك نجد ان بلد كبير وثري ومتعدد الثروات مثل انتفوريا لم يستطع حل ابسط مشكلات الخدمات من ماء ومجاري وكهرباء رغم صرف الاموال المليارية الكبيرة والسنوات الطويلة، لان سلوكهم في ادارة دولتهم يتبع طريقة « السلگ».