ماذا يعني الإنذار المبكّر في بريطانيا؟

← بواسطة azzaman

فاتح عبد السلام

دقّت جميع هواتف البريطانيين أمس في الساعة الثالثة ظهرا بصوت منبّه جرى التعارف عليه كونه صوت التحذير والتبليغ بوجود اخطار جدية في أوقات الكوارث الطبيعية والحوادث الكبرى والحروب ايضاً.

هناك استعدادات في بريطانيا لأحوال الطوارئ، ولا شيء ينبغي ان يترك للصدفة. غير انّ الاخطار قد تنجم عن تغييرات جوهرية في المناخ مما يسفر عن فيضانات او حرائق، وليست جميع الإنذارات ترتبط بالحروب والقضايا الخارجية.

في الجانب الاخر، منذ سنوات هناك استشعار بالخطر الروسي او الخطر الصيني، لاسيما بعد غزو روسيا الأراضي الأوكرانية واشتعال حرب كبيرة هناك، ولا أحد يستطيع التكهن بنهاية هذه الحرب التي لم تسفر قمة الرئيسين الأمريكي ترامب والروسي بوتين عن حل جذري وحقيقي.

غير انَّ إيران لا تزال في مرمى الاهتمام العميق في الدوائر المختصة في بريطانيا، ووجدنا ذلك واضحا في كلام مدير جهاز الاستخبارات الداخلية البريطاني (MI5)، كين ماكولم، أنه منذ عام 2022، استجاب الجهاز مع الشرطة لـ20 مؤامرة مدعومة من إيران تُمثل تهديدات قاتلة محتملة لمواطنين ومقيمين في المملكة المتحدة.

وقال متحدث باسم شرطة مكافحة الإرهاب البريطانية: «في الوقت الذي نشهد فيه هجمات تخريبية من روسيا وعمليات تجسس من الصين، تواصل إيران تصدير العنف إلى المملكة المتحدة وأوروبا»، مشدداً على أن الشرطة «تدرك تماماً حجم التهديد المستمر والدائم الذي تُمثله إيران لبريطانيا».

إيران تكون قد وضعت في نفسها في ورطة دولية اخرى أكثر اذى لها، في حال لم تقدم الأدلة على عدم تورطها في تهديد دولة بحجم بريطانيا.

تجربة التدريب على الإنذار سبق ان مارستها كثيرة، عبر الطرق التقليدية من خلال صافرات الإنذار العادية، غير الهواتف النقالة تبدر أكثر دقة واتساعا في اعمام الإنذار ولفت الانتباه في أوقات الطوارئ. ويبدو ان هناك عناصر دفاع مدني يجري تفعيلها ، ولعل تجربة تلقيح الملايين في ازمة فايروس كورونا كانت من التمارين العملية ذات الأهمية الاستراتيجية في فحص كفاءة الأجهزة المدنية والتخصصية في تقديم الدعم والمساندة، لكن ما تحدثت عنها تقارير في انشاء تركيا ملاجئ تحت الأرض لحماية ملايين الناس في جميع المدن الرئيسية يضع قضية الملاجئ موضع الاهتمام الجدي، اذ يتطلع كثير من البريطانيين الى أهمية وجود هذي الخاصية ، بعد ان شهدوا الاوكرانيين كانوا يلتجئون الى محطات القطار تحت الأرض للاحتماء بها عند حدوث غارة روسية.