البرلمان التركي يحدّد مصير أوجلان ضمن إطار عملية السلام الجديدة
واشنطن تعلن سير إنسحاب التحالف وفق الإتفاق ودولة القانون تشكّك
بغداد – قصي منذر
شكك ائتلاف دولة القانون برئاسة نوري المالكي، بوجود عملية انسحاب للقوات الأمريكية من العراق. وقال عضو الائتلاف حسين المالكي في تصريح أمس إن (القوات الأمريكية لم يكن لديها أي نية للانسحاب من العراق، وما يجري من تحركات عسكرية، هو إعادة تموضع وتغيير جنود بين القواعد فقط)، وأضاف إن (الأمريكيين عملوا فقط على تغيير بعض المواقع العسكرية الحساسة في قاعدة عين الأسد وبعض القواعد الأخرى، وليس الهدف الانسحاب كما يحاول البعض الترويج لذلك)، على حد تعبيره.
إعادة ضبط
من جانبها، أكدت السفارة الامريكية لدى بغداد، إن عملية إعادة ضبط وجود قوات التحالف الدولي في العراق تسير وفق الاتفاقات الموقعة مع الحكومة الاتحادية، مشيرة إلى أن الترتيبات العسكرية تهدف إلى الانتقال التدريجي نحو شراكة أمنية ثنائية، مع استمرار دعم العمليات ضد عناصر داعش. وقال المتحدث باسم السفارة في بيان أمس إن (ما يتم تداوله بشأن إخلاء القوات الأمريكية لبغداد بالكامل، عارٍ عن الصحة)، مؤكدا إن (الأعمال تجري وفق الخطة الزمنية المقررة)، وأضاف إنه (التحالف الدولي ضد داعش في العراق، وضع جدولا زمنياً لإنهاء مهامه العسكرية، وأن مهمته في عملية العزم الصلب ما زالت مستمرة حاليا وفق الفترة الزمنية المحددة لعملية نقل القوات وإنهاء العمليات العسكرية في العراق)، وتابع إن (ما ورد في البيان المشترك يظهر أن الأمر يتعلق بتحول استراتيجي في مهمة قوات التحالف في العراق، حيث ينتقل الدور من مهمة عسكرية إلى شراكة أمنية طبيعية وثنائية).
من جانبه، أكّد مسؤول في البنتاغون إن إعادة ضبط الوجود العسكري الأمريكي في العراق يتم وفق الخطة المتّفق عليها، حيث تهدف الولايات المتحدة إلى إتمام مهمة التحالف، مع استمرار دعم العمليات ضد داعش من القواعد في العراق إلى سوريا حتى عام 2026، ثم التنقل تدريجيًا نحو شراكة أمنية ثنائية. وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي أمس، انباء تفيد بانسحاب القوات الأمريكية من بغداد. وأوضحت مصادر أمس إن (القوات الأميركية ستنسحب من المنطقة الخضراء شديدة التحصين، التي تتضمن مراكز دبلوماسية غربية ومقرات رسمية، فضلا عن مطار بغداد، ومقر قيادة العمليات المشتركة).
وكانت الحكومة العراقية، قد اكدت في أكثر من مرة خلال المدة الماضية أن المرحلة الأولى من انسحاب القوات الأمريكية العاملة ضمن التحالف الدولي لمحاربة داعش، ستنتهي في العام الجاري، على أن تنتهي المرحلة الثانية من العام المقبل.
حزب العمال
من جهة أخرى، أعطى البرلمان التركي، مهلة حتى نهاية العام الجاري، للجنة البرلمانية المعنية بوضع القواعد الأساسية لعملية السلام مع حزب العمال الكردستاني، الذي أعلن في وقت سابق، حل نفسه وتخليه عن السلاح بعد عقود من النزاع مع أنقرة.
وأعلن الحزب حل نفسه في أيار الماضي، بعد عقود من التمرد أسفرت عن مقتل 50 ألف على الأقل، بحسب الرئيس التركي. وأتي قرار حل الحزب استجابة لدعوة من رئيسه عبد الله أوجلان، المسجون في تركيا منذ عام 1999. وانعقدت اللجنة البرلمانية المشرفة على عملية السلام للمرة الأولى في 5 آب الجاري، برئاسة رئيس البرلمان نعمان كورتولموش.
وأعلن كورتولموش اول امس إن (اللجنة ستستمر في عملها حتى نهاية العام الجاري)، وأضاف إن (القرار الذي اتخذناه عند تأسيس اللجنة كان أن تنهي عملها بحلول 31 كانون الأول المقبل)، ولفت إلى إن (الموعد النهائي قابل للتمديد لشهرين إضافيين إذا دعت الحاجة).
وستحدد اللجنة أيضا مصير رئيس الحزب، الذي يقضي عقوبة السجن مدى الحياة في حبس انفرادي بسجن جزيرة إيمرالي.
وفي بيان الجمعة قال ما يُسمى وفد إيمرالي إنه (عقد اجتماعا استمر ثلاث ساعات مع أوجلان في سجنه حول العملية الجارية)، وأضاف إن (المجتمع الديموقراطي والسلام والتكامل هي المفاهيم الأساسية وراء تلك العملية، وإنه يمكن تحقيق نتائج على أساسها).