الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
زلة لسان أم خط أحمر تحت عنوان

بواسطة azzaman

زلة لسان أم خط أحمر تحت عنوان

ياسر الوزني

 

لم يلتبس عليه الأمر ولم يضع مقدمات ولم يكن مضطراً للتفسير وبلهجة لاتخلو من تحذير ( أذا لم يتحرك لبنان فسيرجع الى أن يكون بلاد الشام مجدداً) هكذا قال توم براك لبناني الأصل أمريكي الجنسية مبعوث الرئيس الأمريكي ترامب الى سوريا ولبنان، ولم يكد ينتهي من قوله حتى حفظ عن ظهر قلب وأتسعت به الأفواه فمنهم من رأى أنه يقصد دمج الحدود بين الدولتين وآخر أعتقد ماسماه تعبير رمزي عن ضعف الدولة ومؤوسسات السيادة وثالث أستنتج أنه يقصد فقدان دور لبنان المستقل ،أما من ألتبس عليه المعنى فقد قال هو تحذير من نوع خاص، في كل الأحوال وخارج الصندوق كما يقال فقد رمى الكرة وسط ملعب من يتحمل مسوؤلية وصناعة القرار ولكل من هؤلاء صفاته الشخصية والنفسية وأنتماءه الأجتماعي والديني والمذهبي تتفاوت بينهم خبرات القيادة السياسية والطموح في تحقيق مصلحة البلد ،ومن هذا المنطلق يرى كيسنجر أن معرفة الشخصية القيادية تتطلب دراسة العوامل الآتية :الخبرة التي يكتسبها القائد من خلال جهده للوصول الى السلطة ، البيئة التي نشأ فيها ومجموعة القيم السائدة وسط بيئته، ومن ذلك أستنتج ثلاث نماذج :القائد البراكماتي _ البيروقراطي ،القائد الأيدلوجي والقائد الكاريزمي _الثوري ، وقد زاد في وصفهم أذ يرى الأول يمثل المجتمعات الغربية والثاني يتجسد في الأقطارالأشتراكية ويظهر الثالث في الدول النامية ومنها لبنان التي يتصور بعض المراقبين أنها مصابة بالهشاشة والشلل السياسي وأنها تحكم بأتفاقات مؤقتة حيث ينبغي فيها حكم الدستور ،أن الآمال معقودة على الرد اللبناني والذي جاء في سبع صفحات كما ذكرت بعض الوسائل الخبرية ولعل أسوء مايظنه أصحاب تلك الآمال أن البلد يواجه في ظل هذا التصريح مدلولات أدماجية يفهم منها وكأنها تهديد سيادي يعيد الى الأذهان أفكار وتنبؤات في طرح نموذج شرق أوسطي جديد دون حدود سيادية تقليدية أوكما يرون أنها أسقاطات لنظرية برنارد لويس عن سايكس بيكو جديد ومن يساند هؤلاء في ظنهم هم الذين يحكمون على الجزء من الكل المظلم الذي جرى في جنوب لبنان وماجرى ولازال في غزة والضفة الغربية وفي سوريا وتطورات قضية سد النهضة واليمن وحتى الأحداث الأخيرة في الأردن التي أطاحت بتنظيم الأخوان المسلمين بعد ماصدرضدهم من أتهامات وأدانة كما لايمكن تجاهل المواجهة الأخيرة بين أيران من جهة وأمريكا وأسرائيل من جهة أخرى وحين ذاك لايمكن نسيان الصراع الروسي الأوكراني ولاحتى ماحدث في السويداء مؤخراً،هذا كله يجعلهم في قناعة أن الحرب قائمة لكن أطلاق النار لم يبدأ ولعل مايعضد هذا الرأي تصريح براك في المؤتمر الصحفي يوم 21 تموز 2025 (أن الولايات المتحدة ليست قادرة على أجبار أسرائيل في أتخاذ أي أجراء) ثم أضاف ( أن الأتفاق الأخير لوقف الأعمال العسكرية بين أسرائيل وحزب الله لم ينجح ) .نسأل الله أن يحفظ لبنان بلد الأرز وفيروز والزيتون .

 

 

 

 


مشاهدات 95
الكاتب ياسر الوزني
أضيف 2025/07/28 - 2:00 PM
آخر تحديث 2025/07/28 - 8:22 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 739 الشهر 19100 الكلي 11172712
الوقت الآن
الإثنين 2025/7/28 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير