الجانب العملي في التخصصات الإنسانية

لينا ياقو يوخنا

ان المقررات الجامعية تعتمد على الاطار النظري بشكل عام اما الاطار العملي فيتم اعتماده في بعض التخصصات العلمية الاخرى مثل الطب والهندسة وعلوم الحاسوب والخ...,باعتماد المختبرات او التطبيق العملي في الميدان مثل تدريب طلبة الطب في المستشفيات والمهندسين في مواقع البناء وطلبة الحاسوب في مختبرات الجامعة نفسها.., اما التخصصات الانسانية مثل (علم الاجتماع, وعلم النفس, التاريخ, الفلسفة والخ..), فغالباً ما تقتصر على حصص نظرية وما تتضمنه من مصادر ومراجع مختلفة.

منذ عقود واغلب الجامعات العراقية لا تعطي اولوية للجانب العملي في التخصصات الانسانية, وان كانت هناك بعض الانشطة العملية في بعض الاقسام الانسانية فهي محدودة جداً ولا تختلف عن المادة النظرية من حيث عدم مشاركة المتعلم بأي فعل في عملية التعلم ودوره يقتصرعلى التلقي فقط. فلا تستثمر هذه الانشطة للدراسات الميدانية من حيث تحديد الظواهر ودراستها ووضع الحلول لها او حتى بتطوير الفرد لنفسه في هذا المجال اي العمل فيه مستقبلاً ويكون فرد منتج في ميدان تخصصه ولمجتمعه ولبلده. وانا لا القي اللوم على الطلبة فهذه مسؤولية النظام العام في البلاد بحيث اصبحت مشكلة سائدة في التعليم الى يومنا هذا, والسبب عدم تطوير نظام التعليم ومواكبته للتغير الحاصل في العالم على المستوى العلمي وتطور ادوات التعليم ومناهجها واساليب اوطرق تقديمها. ولا يوجد مؤشر ملموس على تقدم او تطور على ارض الواقع, لأن طرق وادوات ومضمون ما يدرس هي ذاتها القائمة على تحقيق هدف واحد وهو التراكم المعرفي لدى الطلبة بالاعتماد على ما يقدمه الاساتذة من مصادر تقليدية باسلوب التلقين لضمان فهم الطلبة للمادة وحفظها ومن ثم تفريغها في دفتر الامتحان في نهاية الفصل الدراسي ليجتازوا المرحلة بنجاح. دون ان يكون هناك وقت مخصص لتطبيق العلوم الانسانية على ارض الواقع وبميادينها الخاصة, وذلك بمعاينة الظواهر والاحداث والمواقف في مجالها المكاني كي تتحقق نتائج مثمرة في حقول العلوم المختلفة لذا يجب ان يكون الجانب العملي مكملاً الى الجانب النظري من خلال عملية تطوير المناهج وتحديث المقررات الدراسية وذلك بتخصيص وقت للجانب العملي-الميداني مع حرص الوزارة على تمويل هذا المجال لتذليل العقبات التي تواجه هذا النوع من الانشطة.