الوطن أمانة.. فلنحفظه بالأفعال لا الأقوال

زهـــراء الســعــدي

 

في زمنٍ تتكاثر فيه التحديات وتزداد فيه المحن، لا شيء يسمو فوق قيمة الوطن. فالوطن ليس مجرد حدود جغرافية نعيش داخلها، بل هو المعنى العميق للانتماء، والهوية التي نحملها في أرواحنا. إنه الأمان الذي نبحث عنه، والكرامة التي نتمسك بها، والمستقبل الذي نطمح إليه.

لكن يبقى السؤال الأهم:

كيف نحفظ هذا الوطن؟

 هل يكفي أن نتغنى بحبه في المناسبات؟

 أن نرفع شعارات الحب والانتماء ثم نخذله في الواقع؟

الجواب المؤكد: لا.

الوطن أمانة، وهذه الأمانة لا تُصان بالأقوال، بل بالأفعال.

أفعال لا شعارات:

من السهل أن نكتب أو نصرح بأننا نحب الوطن، لكن حب الوطن الحقيقي يُقاس حينما نلتزم بقوانينه، ونسعى إلى تطهيره من الفساد، ونعمل بصدق في مواقعنا، صغيرها وكبيرها. يُقاس حين نحترم النظام العام، ونحافظ على الممتلكات العامة، ونتعاون على الخير والبناء لا الهدم.

كلمة جميلة

الوطن الذي نريده لا يُبنى بالكلام، بل بالجهد، بالعلم، بالتضحية، وبالإصرار على الإصلاح. كل كلمة جميلة عن الوطن يجب أن تسبقها خطوة عملية تثبت صدقها.

كلنا مسؤولون:

ليست حماية الوطن من مسؤولية جهة بعينها، بل هي واجب جماعي يشمل الجميع. من الأب الذي يعلّم أبناءه حب الأرض، إلى المعلم الذي يبني العقول، إلى العامل الذي يخلص في عمله، إلى الشاب الذي يرفض الانجرار وراء الفوضى، إلى الجندي الذي يسهر على حدود الوطن، جميعهم جنود لأمانة الوطن.

الوطن يُخدَم من خلف المكاتب كما يُخدَم من خلف المتاريس، ويُحفظ بقلم المثقف كما يُحفظ بسلاح المدافع.

كيف نحفظ وطننا بالفعل؟

بأن نرفض الفساد بكل أشكاله.

بأن نلتزم بالقوانين ونحترم المؤسسات.

بأن ندعم التعليم، وننشر الوعي، ونحارب الجهل.

بأن نحافظ على البيئة ونحترم الفضاء العام.

بأن نحترم اختلافاتنا، ونتكاتف عند الشدائد.

لا تتركوا الوطن وحيدًا بين شعارات لا تُطبّق، وبين أقوال لا تُترجم. اجعلوا حبّ الوطن فعلاً يُرى، لا قولًا يُنسى. فالوطن أمانة، ومن خان الأمانة فقد خان الروح، ومن حافظ عليها نال شرفًا لا يعلوه شرف.

 

فليكن شعارنا الدائم:

«نحفظ الوطن بالأفعال.. لا الأقوال».