الحقد اللاهب والإخبار الكاذب
حسين الصدر
-1-
فوجئت أمس بخبر نشر على بعض مواقع التواصل الاجتماعي يفيد بأنَّ أحد الأعلام – وهو صديق عزيز – قد توفاه الله وانتقل الى جوار ربه .
وفي غمرة الاحزان ونحن نعيش ذكرى استشهاد أبي الأحرار الامام ابي عبد الله الحسين (ع) – الذي ضرب أروع الأمثلة في التضحية والبذل في سبيل الله والسمو الأخلاقي الذي دفعه الى أنْ يسقي حتى خيول اعدائه الماء فضلاً عن الأعداء يتصدى مَنْ يملءُ الحقدُ قلبه ، وتستعر فيه الاضغان الى نشر ذلك الخبر المفتعل الكاذب .
-2-
لقد اتصلت هاتفيا بصديق عزيز مشترك وسألته عن الخبر المنشور فنفى علمه بالخبر ، وبعد دقائق اتصل بي وأكد لي انه اجرى اتصالاً هاتفيا بمن نشر خبر وفاته وكلّمه وأبلغه بسؤالي عنه .
-3 –
لقد عجبتُ من شدة حماقة المخبر الكاذب وضراوة عدائه .
من منا لا يموت ؟
والله سبحانه يقول :
( كل نفس ذائقة الموت )
ولكل واحد منا أجلٌ فاذا حَلّ أجلهُ رحل الى الدار الأخرة .
واذا كان الحسود يتمنى زوال نعمة المحسود فان المخبر الكاذب لم يقتصر على ذلك بل تمنى زوال من لا يحب من الوجود، في منحى يشي بالخواء الروحي والأخلاقي والافلاس الكامل الذي هبط به الى الحضيض وألحقه بمن فقد الرشد والعقل والقدرة على الإمساك بزمام الموقف السليم الخالي من الشوائب .
-4-
وقد أخبرني صديقنا المشترك انَّ هذه هي المرة الرابعة التي ينشر فيها الخبر في إصرار غريب رهيب على تكرار الكذب وتشويش الاذهان ،
وكل ذلك من نتــــائج الوقوع في حبائل الشيطان .
أعاذنا الله واياكم من نزغاته .