سارية العلم
سالم عبد الخالق
العلم هو رمز كل دولة وشعارها وهو مايجعله مقدسا وكريما من قبل شعبه وأبناءه فكم من مضحي وكم من شهيد وكم من مفقود ضحوا بارواحهم وباغلى ما لديهم من اجل ان يبقى هذا العلم مرفوعا وشامخا يرفرف في سماء الحرية ـ والعلم ليس قطعه قماش معلقه باعمده فوق سطوح الدوائر بل هو تأريخ بلد رساله شعب تضحيه ابناء .اكثر البلدان تطورا وحضارة هي التي تحافظ على شعارها وعلى رمزها ويتباهى بها فوق اسطح المباني العالية .
ذات يوم وإذا بي امر من امام بناية دائرة معينة ولفت انتباهي الى العلم فاذا بي اراه متعباً ممزفا يغطيه التراب وبالكاد من ضيم ماعليه يرفرف قليلا فوقفت أمامه ومن باب الفضول والسؤال عن حاله سالته مابالك وانت متعب بهذا الشكل وانت شعار هذه الدولة وجميع موظفي هذه الدائره تحت رايتك اخبرني بالله عليك فبت بالكاد افقد صوابي ومن هول الضيم الذي عليه كلمني ونطق وقال لي ياعابر سبيل مابالك بشعب كل حزب لديه علم خاص به وكل طائفة لديه علم خاص بل كل قومية علمهم خاص بعد ماكنت انا الوحيد والمدلل كنت في كل مناسبة ارفرف وارفع في كل مدرسة والكل يلقون لي التحية بكل احترام وخشوع حتى هذه الظاهرة فقدتها كنت في كل مناسبة سعيدة ام حزينه متواجد مع شعبي واشاركهم افراحهم واحزانهم كم احتضنت شهدائهم
لكن لا ادري اليوم هل كبرت ام اكل علي الدهر فبت منسيا وغريبا في بلدي حتى اصبح البعض لايعرفني وبداؤا يتضايقون مني ولكني لااريد ان افارقهم مهما فعلو بي فلابد ليوم ان ياتي وتشرق شمس بلادي من جديد واعود مدللا معززا مكرما واقضي على جميع الاعلام واعود مرفرفا مرفوع الراس فوق اسطح المباني وأبدا باحتضان شعبي ونتبادل البكاء وتمتزج دموع الفرح ونغلق صفحة مظلمة مرت على بلدي .