الجزائري يستعرض تجربته أمام طلبة العلمين
النجف - سعدون الجابري
بين الرقابة العقائدية المشددة وبين الإنفلات الأمني ، تغطية تسعة حروب في الشرق الأوسط وأفريقيا، الموضوعية والحياد في عوالم منقسمة بالمدافع.. هذه كانت خلاصة تجربة أكثر من خمسين عاماً في الصحافة قدمها الروائي والإعلامي زهير الجزائر أمام طلبة قسم الإعلام بمعهد العلمين للدراسات العليا الأحد الماضي. وتحدث الجزائري عن بداية عمله في الصحافة المؤممة من قبل الدولة في فترة مضطربة تميزت بالإنقلابات والإنقلابات المضادة « ساعة الصفر بالنسبة للانقلابيين هي السيطرة على جهازين: جهاز القوة الممثل بالجيش وقوات الأمن وجهاز الإعلام الممثل بالإذاعة والتلفزيون الذي يعطي المشروعية للقوة».
كما تحدث عن طبيعة العمل الصحفي واللغة تحت هذه الهيمنة وكثرة الممنوعات التي تخلق عالما سرياً يجهله الصحفي والمواطن أو يعرفه ولا يستطيع الحديث عنه.كما تحدث عن الإنفلات الأمني والإعلامي بعد 2003 حيث انتقلت الرقابة من فوق إلى تحت وتوزعت إلى رقابة القاع الاجتماع الذي يفرض ممنوعاته بالعنف المجهول الفاعل.
رحلة اعلامية
وغطى الجزائري في الندوة التي أدارها الدكتور احمد عبد المجيد، خلال رحلته الإعلامية الطوية اكثر من تسع حروب في الشرق الأوسط وأفريقيا وقال بأن نهاية الحرب الباردة لم تكن باردة كما توقعنا، هناكً اليوم أكثر من مائة وخمسه حرباً أهلية وإقليمية، أغلب ضحاياها من المدنيين، وهناكً هجرات متصلة للمدنيين وتحدث عن صعوبات الحياد والموضوعية حين ينتمي الصحفي مذهبيا أو قومياً لأحد الطرفين كما قدم أمثلة ملموسة من حياته الشخصية عن أثر هذه الحروب على الصحفي نفسه.وبين أن الصحفيين العراقيين قدموا أمثلة في الشجاعة خلال عمليات تغطية المعارك مع داعش في الموصل رغم عدم حصولهم على تدريب معقول في كيفية تغطية الحروب وعدم تزويدهم بمعدات السلامة. وتبعت العرض الذي قدمه الجزائري مناقشات جادة شارك فيها تدريسيو القسم والطلبة.