الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الولاء لا يستورد والسيادة لا تهادن

بواسطة azzaman

الولاء لا يستورد والسيادة لا تهادن

محمد رسن

 

ما حدث في ساحة التحرير ليس تعبيراً عن رأي، بل صفعة موجعة في وجه الوطن، وإهانة لدماء شهدائه الأبرار، من خرجوا اليوم ليسوا أبناء هذه الأرض، بل مجاميع تابعة لدولة أجنبية جارت على العراق وأهله، لا تمت للوطنية بصلة. نصبوا أعلام الغريب في قلب بغداد، في الساحة التي سالت فيها دماء شباب آمنوا بالحرية، وارتقوا برصاص الغدر، من ذات الأذرع التي ترفع اليوم راياتها على جراحنا، هؤلاء لا يعرفون من العراق إلا كونه سلعةً تُنهب، لا وطناً يُبنى، لم نرهم في ميادين الدفاع عن تلك الدولة التي يدينون لها بالولاء، ولم نسمع لسلاحهم صوتاً إلا حين وُجه نحو صدور العراقيين المطالبين بدولة خالية من الميليشيات واللصوص، تخفوا خلف شعارات الممانعة والمقاومة، ثم باعوها عند أول تقاطع مع مصالحهم العقارية، والكومشنات، وصفقات النهب والتمكين. لقد خانوا الجميع: الوطن، والدم، وحتى الجهة التي طالما ادعوا تمثيلها. ومع كل هذا، لم نرَ حتى الآن موجة استنكار حقيقية من السياسيين الذين اعتادوا الصراخ في كل مناسبة خارجية. أولئك الذين ارتفعت أصواتهم غاضبة من أجل معركة في دولة اخرى غير دولتنا، يصمتون اليوم صمت العاجز أو المتواطئ، وهم يرون الساحة الوطنية تُستباح بلا كرامة. أليس العراق أولى بالغضب؟ أليس علمه أجدر بأن يُصان؟ أم أن السيادة لا تستحق الدفاع عنها إلا إذا وافقت أجندة الخارج؟ هذا الصمت المريب إدانة بحد ذاته، إدانة لمن يُتاجر بالوطن حين يناسبه، ويسكت حين يحرجه الحق. وساحة التحرير؟ لن تدنس برايات الغرباء مهما تلثموا بهيئة عراقيين. ساحة التحرير ستبقى ساحة العراق الحر، عراق الدولة لا الدويلة، عراق السيادة لا العمالة، عراق الشعب لا وكلاء الخارج.


مشاهدات 41
الكاتب محمد رسن
أضيف 2025/06/29 - 4:04 PM
آخر تحديث 2025/06/30 - 4:21 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 143 الشهر 18503 الكلي 11153157
الوقت الآن
الإثنين 2025/6/30 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير