مشكلة صحية تتحول إلى أزمة تهدّد العلاقة الزوجية

أخصائي: الشخير المزمن يسبّب توقف التنفس أثناء النوم

بغداد - ابتهال العربي

الاحساء – زهير بن جمعة الغزال

يصنف الاطباء حالة الشخير مشكلة صحية مرتبطة بالتنفس أثناء النوم، إلا أن تأثيره يتجاوز الإطار الصحي، ليهدد استقرار العلاقات الأسرية، مسبّباً التوتر بين بعض الأزواج الذي قد يؤدي الى تراكم الخلافات٬ ما يزعزع استقرار الأسرة في بعض الأحيان. وحذر مختصون اجتماعيون من تجاهل مشكلة الشخير المزمن٬ خصوصاً عندما يؤدي إلى اضطرابات نوم لدى الشريك الآخر، أو انعزال أحد الطرفين عن غرفة النوم المشتركة، ما يخلق حالة من التباعد العاطفي أو المشاحنات الصامتة بين الزوجين. وأوضح الخبير في شؤون المجتمع والاسرة٬ عدنان الفتلاوي، لـ (الزمان) امس ان (الشخير قد يتحول إلى قضية اجتماعية تؤثر في ديناميكيات العلاقة بين الأزواج، إن لم يتم التعامل معه بوعي وتفهم)٬

مبيناً ان (بعض الحالات المسكوت عنها قد تقود إلى فجوة نفسية يصعب تجاوزها بمرور الوقت)٬ وأضاف الفتلاوي ان (الشخير الليلي لا يُعد مجرد مشكلة صحية فحسب، بل قد يتحول إلى قضية اجتماعية تؤثر في استقرار العلاقة بين أفراد العائلة، لاسيما الأزواج)٬

توتر عصبي

لافتاً الى انه (في بعض الحالات، يتسبب الشخير المزمن في اضطرابات نوم مزمنة لدى الشريك الآخر، ما يؤدي إلى التوتر العصبي، وتراجع الجانب الحيوي في الحياة، وانخفاض القدرة على التركيز خلال النهار، وذلك قد ينعكس على طبيعة التفاعل داخل المنزل، ويزيد من فرص الخلافات)٬ بحسب تعبيره٬ واكد الخبير ان (عدم إدراك الشخير كحالة قابلة للعلاج أو النقاش، قد يدفع أحد الشريكين إلى الانسحاب التدريجي من غرف النوم المشتركة، ما قد يولّد فجوة عاطفية أو شعوراً بالنبذ)٬

 داعياً المرضى الى (معالجة هذه المشكلة في إطار من الوعي والتفهم والتعاون الأسري). على صعيد متصل٬ حذر طبيب مختص٬ من اهمال معالجة الشخير المزمن٬ مشيراً الى ان المشكلة تؤدي الى توقف التنفس اثناء النوم في بعض الأحيان. وقال اخصائي الأنف والأذن والحنجرة بمستشفيات الحمادي٬ احمد قعقع٬ في تصريح امس انه (طالما استيقظت على صوت من النائم معك قائلاً فلان أستيقظ٬ والله لاأستطيع أن أنام من صوت شخيرك)٬ وتابع انه (تبدأ بذلك الحلقة المفرغة فلا تستطيع أن تنام أو ينام من بجانبك٬ بحضور الشخير)٬

موضحاً ان (الطب عرف الشخير بأنه الصوت الناتج عن إهتزاز شراع الحنك بفعل دخول هواء الشهيق ضمن ممر ضيق٬ بسبب بعض الشذوذات التشريحية والفيزيولوجية، وأهم هذه الشذوذات شراع حنك طويل وضخم، لهاة عملاقة، واللوزات الضخمة٬ إضافة للرقبة القصيرة)٬ وكشف قعقع عن (الأسباب التي تؤدي الى الإصابة بالشخير٬ والتي تعود الى شراع الحنك الضخم المترهل عند أصحاب السمنة٬ حيث يؤدي ذلك إلى ازدياد الدسم في أنسجة شراع الحنك)٬

وينصح بأهمية ان (يتم إنقاص الوزن ويعتبر التقدم في العمر عاملاً هاماً في إظهار الشخير٬ وذلك جراء ارتخاء الألياف المرنة الموجودة في شراع الحنك٬ الى جانب وضعية النوم على الظهر التي يؤدي لإحداث الشخير٬ كما يؤثر تناول الكحول وحبوب النوم على استمرار المشكلة٬ فضلاً عن العوامل الهرمونية٬ اذ يحدث الشخير عند الرجال أكثر من النساء)٬

وتطرق الاخصائي الى مخاطر واثار هذه الازمة قائلاً ان (الصوت المزعج يسبب قلقاً للآخرين٬ مما يؤدي الى إنعكاسات خطيرة على الشخص المصاب٬ وكذلك علاقته بالآخرين)٬

 منوهاً الى ان (الشخير يحدث نقصاً شديداً في الأكسجة أثناء الليل مما ينعكس على الإنسان المصاب في النهار، ويلاحظ صداعاً صباحياً وتعباً عند الإستيقاظ وتغيرات في المزاج، وقد يتطور الشخير إلى أوضاع أخطر من ذلك.

تجاهل علاج

فقد يؤدي إلى توقف التنفس أثناء النوم٬ ومع مرور الزمن قد تحدث إختلاطات خطيرة منها اضطرابات في نظم القلب، نقص في التروية القلبية، ارتفاع في الضغط الشرياني)٬

 وشدد الطبيب على (ضرورة تجنب اهمال او تجاهل علاج الشخير٬ والحرص على تناول العلاجات٬ منها الادوية الهرمونية٬ والتوجه الى تخفيف الوزن ومحاولة النوم على الظهر)٬

لافتاً الى ان (التداخل الجراحي المتضمن استئصال الأجزاء المترهلة باستخدام الليزر٬ يضمن التخلص من هذا المرض).