الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
مايحدث في المنطقة و بعدالنظر الايراني

بواسطة azzaman

كلمات على ضفاف الحدث

مايحدث في المنطقة و بعدالنظر الايراني

 

عبد الـله عباس

 

طلوع الشمس من جانب الشرق ظاهرة ربانية ، وكذلك  غروبها في الطرف الأخر! ومن الواضح أن فجر الديانات السماوية من هذه المنطقة،

أعطاها بعدها القدسي طريقاً لتكوين الوعي البشري لبناء حضارات تخدم الإنسان الذي خلقه الرب في أحسن تقويم و تحت نور الشمس، فكان شروق الوعي نحو البناء من الشرق، بشرى لنهاية الظلالة في الحياة البشرية، وفي تلك المرحلة من الحياة البشرية، كان الطرف الذي يغرب فيه الشمس، أطالة فيه ظلالة، وحتى عندما وصلت بداية خيوط الفجر، لم يمر كثير من الزمن أستٌغل  نورها للجور و الظلم ضد الحرية البشرية هناك ... فكانت (محاكم التفتيش) السيء السمعة في تأريخ الانسانية، وكانت الظاهرة الكريهة أستغلال ثوب الدين لاضطهاد الإنسان، وعلينا ودائماً ان لاننسى انها كانت بدعة ظهرت في الغرب !، ولكن وبمرور الزمن وبعد انتقال  كل مستلزمات البناء الحضاري عن طريق حامليها من الشرق  إلى الغرب، في المرحلة التي ظهرَت بوادر إنحلال إرادات البناء في المصدر (الشرق !)، أيضاً بقيت غريزة  من يقود الغرب، أختار ( القوة)  لفرض الهيمنة على الآخرين، كدافع رئيسي  وبوعي، للتوجه نحوه آمام تحت الشعارات الفكرية المنتقلة لهم من الطرف الاخر من الارض التى باركها إلله بنور الوعي،لذا عندما تتوجه إلى الشرق التي فقدت مستلزمات إرادة البناء لصالح الطموحات الدنيوية المجردة من قِبل الذين فرضوا أنفسهم على امور الناس، كان ولايزال ! العمل الغربي، موجه ضدَ نهضة الشرق،لكي لا تعيد إلامساك بزمام المبادرة لاعادة الإرادات المستقلة مستندة على القوة الشرعية للحرية والإختيار البناء الرافض لهيمنة الآخر، فكان فعل قوة الغرب في هذا الصراع ممتد لحد الأن، نفذ بطريقة نابعة من الغرور والشعور بالعلو في ضمان مستلزمات تلكَ القوة لاذلال الاخرو يهدف إلى فقدان أو تشويه الذاكرة الانسانية للشرق ونظرة الاعتزاز اليهم بالتأريخ وبناء الوعي مستند على شواهد النور ضد الظلالة، كما تؤكد كل الشواهد منذ بدء التوجه المعاكس لقوة الانتشار  من الغرب بإتجاه الشرق، بحيث وصل غرور الغرب إلى التباهي بأنهم ، هم الذين نقلو معانى النور والوعي البشري بالحرية والبناء للشرقيين  !!

حرب عالمية

من هنا وفي ضوء مايحدث،هناك في هذا الشرق، كثير من المواطنين ، ينظرونَ ويقراون تصلب الايرانين تجاه الغرب و إستهتاراتهم بقيمنا ووجودنا وإصرارهم على مسح كل مانتذكره من أعمالهم الشنيعه منذ نصرهم بعد الحرب العالمية الثانية ،وهم ( أي أهل الغرب ) يريدون  مسح ذاكرتنا بما فعلو بقتلى أفغان وحرق القرأن...!! وقراءتنا  إيجابياً للموقف الإيراني  تجاه قوى الاستكبار العالمي بقيادة امريكا لايعني إننا ننطلق من رؤيا (عدوعدوي صديقي) أو شىء من هذا الفهم السطحي لتقييم الأمور، ونحن وضحنا تقييمنا للتصرفات الايرانية تجاه مايحدث في المنطقة كدولة لها مصالحها و أطماعها أيضاَ و تصرفات حكومتهم تجاه الشعب الإيراني، وذلك في مقالنا السابق (خطر الإيراني برسم أمريكا !)، بل تنطلق هذه القراءه من إدراك بخطورة مايحصل من تخبط في تصرفات النخبة الغربية الهوى وادارات المتنفذه في منطقتنا متجاوبة بشكل (مدهش!) مع مايخطط لها الغرب ، خدمتاَ لمصالحها دون إعتبار لرغبات شعوبها لضمان حياة حرة كريمة معتمداً على إراداتها حتى في بناء العلاقات فيما بينهم ! ودون إدراك النخبة والاطراف المتنفذه لخطورة هذا الإنصياع وراء ما تبثها المصادر المعلوماتية الغربية ومنذ بدايات انتفاضات شعوب المنطقة وهي تحذر من حدوث الحروب الاهلية و الحروب الطائفية، بالإضافة إلى خطورة التدخل الإيراني..!،وهم يركزون على هذه التحذيرات لكي يفتحون الطريق للتدخل والتحكم بنتائج الانتفاضات لكي لاتصل إلى نتيجة بناء إلارادة الحرة لشعوب المنطقة، مع أن العالم أجمع يعرف حق المعرفة أن المنتفضين في كل تلك البلدان هم كل القواعد الشعبية وبجميع أطيافهم رافعين شعار الحرية والخبز الحلال و المساوات بين الجميع وبناء سلطات مستقلة الارادة في بلدانهم،، ومن المؤسف جداً، نرى أنه في حين تقوم أمريكا تحديداً وعلى رؤس الأشهاد بإهانة كل تراث وقيم شعوب المنطقة وفي المقدمة الشعوب الإسلامية (مايفعله جنودهم من حرق القرأن الكريم والتبول على القتلا...!!)

خطر ايراني

أن إدارة هذه الدولة الهمجية بكل المقاييس، نراهم يحذرون شعوب المنطقة من إمتداد الخطر الإيراني إلى الشرق الأوسط، وفي جانب أخر يتحدثون عن الخطر الإيراني بشكل يدل على غرور الآشرار، كما واضح في كلام كاري اكرمان، رئيس اللجنة الفرعية للشرق الاوسط وغرب آسيا في مجلس الشيوخ الذي يقول: ان التهديد الذي تمثله ايران على مصالحنا الامنية الحيوية هو تهديد حقيقي. ولكنني مقتنع تمام الاقتناع بانه بمقدورنا التعامل مع هذا التهديد وتحجيمه. فبالمقارنة مع الولايات المتحدة وقدراتها وامكانياتها الاقتصادية والعسكرية وتحالفاتنا، فان ايران لا تعدو ان تكون « مجرد حشرة صغيرة» بحسب تعبيره ، ولكن هنا،نرى لدينا نخب والمتنفذون يأخذون بنصيحة هؤلاء الهمج (لاحول ولاقوة إلا بألله

أن الخبراء ومتابعي الوضع عن كثب يعرفون، أن إيران اليوم لا تملك سلاحاً نووياً جاهزاً، وهذا أمر أكيد، فإيران تعمل لامتلاك تقنيات تتيح صنع سلاح نووي في أقصرمجال ، غير أن ذلك يتطلب قراراً سياسياً،  وتريد إيران أيضا أن تكون في عداد الدول المتطورة تقنياً، غير أن للقضية جانباً سياسياً، وربما تريد إيران القول إنها ترى كيف يتصرف الغرب مع البلدان الأخرى، وإذا اقتضى الأمر، وفي حال استمرار الغرب بتهديد وجود إيران، فسوف تكون مستعدة للدفاع عن نفسها بواسطة السلاح النووي كما فعلت ذلك كوريا الشمالية،  أما إذا لم يتعرض أحد لها فلن تقوم بصنعه، وفي حال توجيه ضربة لإيران فسوف تتخذ طهران قرارا من هذا القبيل،  ومن ناحية أخرى، وحتى لو وجهت ضربة بالقنابل والصواريخ إلى إيران، فلن ينجر هذا البلد إلى حرب واسعة النطاق. إيران دولة حذرة جدا، ومن المحتمل أن ترد على أي حرب بالمثل، وعلى صعيد أخر تتنامى قوة إيران العسكرية على مستوى الأسلحة التقليدية بشكل ملحوظ كما نجحت في نيل عضوية النادي النووي العالمي، وإظهار هذا الوضع الإيراني,

 تحذير فيه كثير من الجوانب الشرعية تجاه تهديدات الغرب بقيادة أمريكا ... ولكن منطق التأريخ والمصالح المتشابكة وواقع الجغرافيا وكثير من الروابط لايفهما إلا أهل المنطقة،  لايسمح لايران مهما يكون لها القوة تفعل ما تفعلها قائدة الشر في هذا الكون (الولايات المتحدة الامريكية) لفرض هيمنتها كما فعلت في العراق و افغانستان،  أما حول الحديث عن أطماع ايران في المنطقة، فأن أهل المنطقة عندما يتمسكون  بثوابت القوة للحفاظ على وجودهم المستقل، كفيل بالردع .

مختصر الكلام  نرى  :  أصبح الأن، هناك سؤال مشروع مطروح من قبل أهل الشارع في المنطقة، موجه إلى النخبة والمتنفذين، يقول السؤال: أليس من صالحنا، أرضاً وشعوب التأريخ والحضارة، وفي المقدمة الدين، أن نأخذ حذوة إيران في بناء قوتنا الذاتية وإلاعتماد على نفسنا (ونحن نمتلك كل مستلزمات ذلك) لكي نكون في وضع، عندما نواجه غيرنا في أية أمور تخص مصالحنا، نكون في موقف ثقة بالنفس أن لايفرض علينا  هذا الغير مايريده  ؟!،، أن قراءة وضعنا وما تمربها من المخاطر، إنطلاقاً من هذه الرؤيا، يكون من الطبيعي القول أن الإيرانيين، الأن لهم بعد نظر إيجابي (وبعيداً عن العقد) يستحق التقدير ...


مشاهدات 56
الكاتب عبد الـله عباس
أضيف 2025/06/17 - 3:40 PM
آخر تحديث 2025/06/18 - 8:06 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 282 الشهر 11552 الكلي 11146206
الوقت الآن
الأربعاء 2025/6/18 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير