الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
حافظ ياسين الهيتي

بواسطة azzaman

لماذا إستعجلت إسرائيل ضرب إيران ؟

حافظ ياسين الهيتي

 

ترامب لنتنياهو: معركة غزةاستنزفت نفسها.(قبل اسبوع)

بعد ان استنفذ قادة اسرائيل وعلى مدى سنتين تقريبا كل خططهم للقضاء على حماس او على الأقل (لإستعادة رهائنهم) لحفظ ماء الوجه، اقتنعوا انهم في مستنقع لا مخرج لهم منه الا بتحويل الانظار لجهة او جبهة اخرى بأمكانهم تحقيق النصر فيها لإستعادة سمعة كيانهم، وهيبة جيشهم التي تمرغت بالتراب امام فصيل مسلح واحد وحيد!

بدأت اسرائيل تسابق الزمن وتضغط على ترامب لمنحها الضوء الاخضر لضرب ايران (ولا استبعد ان يكون ترامب هو صاحب  الفكرة اصلا)،

طلب ترامب مهلة شهرين فقط للمفاوضات، في حال لم توافق ايران على الشروط، ليقول للعالم : اننا لم نضرب الا بعد ان استنفذنا جميع الحلول الدبلوماسية!!

 (وهذا ما ذكرناه في مقال سابق في 6 نيسان، وقلنا أن ايران ستّضرب لامحالة، وان المفاوضات ماهي الا القطنة التي يمسح بها الطبيب على فخد المريض قبل زرق الأبرة)

 بعد ساعتين من انتهاء المهلة ليس اكثر ضربت اسرائيل ايران ضربتها الاولى، اعتمدت فيها اسلوب (الصدمة الكاملة) ومفهوم (الردع المطلق) والذي اعتمدته  في كل حروبها السابقة، مع مصر عام 1967، ومع حزب الله في لبنان عام 2025, ومع ايران هذه الايام.

لقد غاصت اسرائيل في مستنقع غزة الى العنق وتحطمت الاسطورة التي دأبت كل وسائل الدعاية الصهيونية على ترسيخها في اذهان العرب والمسلمين والعالم  مدة 77 عاما (منذ عام 1948) ومضمونها ان  اسرائيل قوة خارقة لايمكن الفوز عليها وانها صاحبة الجيش الذي لا يُقهر ابدا، 

لقد استطاعت غزة ان تفكك سرديات “الردع الإسرائيلي” بمعركة خّطط لها لسنوات، اوقعت الكيان وحلفائه الأمريكان في حيرة مطلقة، فبعد سنتان من القتل الوحشي والتدمير والتجويع ظلت غزة صامدة وتحصد تأييدا دوليا منقطع النظير، فيما يخسر الكيان كل يوم اضافي من المعركة وعلى جميع الاصعدة،

 وكان المخرج لإستعادة صورة اسرائيل (القوة التي لاتقهر) يتمثل بضربة مباغتة لإيران، بالتركيز على اهداف يكون لها دوي عالمي وصدى اعلامي كبير، فركزت على قادة الخط الاول في الجيش والحرس، وعلماء الذرة الإيرانيين،

لفد حققت اسرائيل عدة نقاط في هذه المعركة لكن مجريات الحرب قد تتغير في اي لحظة، وقد تغوص اسرأئيل في حربها مع ايران كما غاصت في غزة،

فالعوامل الجيوسياسية ليست بصالحها، وعناصر قوتها محددة بعنصر واحد هو القوة الجوية(كفريق كرة القدم الذي يعتمد على لاعب واحد في تسجيل الاهداف اذا غاب غاب النصر)  فإن وجدت ايران حلا لمعالجة ذلك بأسلحة دفاع جوي متطورة صينية او روسية، او طيران مماثل، فأن اسرائيل ستنكفأ داخل حدودها، وقد تطالب بوقف اطلاق النار بعد ان تدعي انها حققت كامل اهدافها من هذه المعركة.

 

 

 

 


مشاهدات 59
الكاتب حافظ ياسين الهيتي
أضيف 2025/06/16 - 3:57 PM
آخر تحديث 2025/06/17 - 9:11 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 559 الشهر 11212 الكلي 11145866
الوقت الآن
الثلاثاء 2025/6/17 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير