تلفزيون راق لشعب العراق
محمد إسماعيل
متدرباً على كتابة القصة التي أشار إليها أصدقائي في إعدادية الثورة الواقعة بـ(جعب) الجوادر من مدينة الثورة.. الصدر حالياً، درست مجموعة (حكاية الولد والبنت آخر الليل) للقاص سعد البزاز.. طال عمره، و(الذهاب الى سدوم) للراحل أحمد خلف.. رحمه الله، و(شمبارة الميمونة) للقاص عبد الستار ناصر، تواصلاً مع موسى كريدي وحنون مجيد وجهاد مجيد وعبد الرحمن الربيعي و... ما يعد ولا يحصى من قصاصي العراق والدول العربية والعالم.
تأثرت من بينهم بحكاية الولد والبنت آخر ليل البزاز، وسدوم أحمد خلف، حتى أن أول قصة نشرت لي، وكانت على صفحة (أصوات) جريدة الجمهورية، عنوانها (سدوم).
إنفلات الولد والبنت وشمبارة عبد الستار ناصر، جعلاني لا أتردد عن ولوج عوالم الغرف السرية بين العشاق، في قصصي، وإحتلام الأشواق المراهقة...
صادقت عبد الستار ناصر، وتبناني أحمد خلف، لكن مسافة فارقة بين مدير عام ومحمد إسماعيل، ظلت تفصلني عن سعد البزاز، ردمتها بإقتداء خطواته الأدبية والإعلامية والعاطفية، وليست الوظيفية أكيد!
وجدته صحفياً لامعاً، فلمعت مواظباً على العمل الصحفي، في جريدة الجمهورية سبعة عشر عاماً من العمل الوظيفي، وبموازاتها صحف عراقية وعربية لسد غائلة الحصار.. العقوبات الدولية، حينها.
وبإستعراض تاريخ البزاز، من القصة الى تلفزيون الموصل، شاباً يافعاً.. مروراً بالمركز الثقافي العراقي في لندن ودائرة الإذاعة والتلفزيون، التي أدارها بجدارة تحت شعار لن أنساه.. حفر عميقاً في ذائقتي الصحفية، وإنتشر بين الناس حينها «تلفزيون راق لشعب العراق» وليس إنتهاءً بنقابة الصحفيين في أوج عظمتها والتجمع الثقافي وجريدة الجمهورية وتلفزيون الشرقية وجريدة الزمان.. الآن.
تقهقراً أعود الى برنامج يصوره منتصف ليل السبعينيات، ومنه حلقة في «الثورة» أشرته حضارة إعلامية، ما زال قدوة للأجيال، بعد أن تقدم العمر بنا، وحل الشباب بديلاً أمثلَ إن شاء الله.
أدباً وإعلاماً.. يشكل د. سعد البزاز، إنموذجاً للعراق، وقد «شاب الزمان والعراق صبي».