سيناريو الغزل التفاوضي

نزار محمود

إن عدم اقدام امريكا وحلفائها على غزو واسقاط نظام طهران ليس لغزاً لمن يتابع ويعي السياسة وأحابيلها. كما أن من اعتقد وهلل لعودة ترامب الى البيت الابيض وتنبأ بهرواته التي ستطيح بعمائم الملالي فهو واهم جداً جداً. ان ايران ولاية الفقيه وتصدير الثورة تشكلان ركناً من أركان السياسة الامريكية في الشرق الأوسط.

امريكا ودول الشرق الأوسط العربية:

- يقدر الخزين النفطي العربي ما يقرب من  60بالمئة من خزين النفط العالمي، وخزين الغاز  العربي ما يقرب من 27بالمئة .

ان هذا الجانب في اهمية دول الشرق الأوسطية العربية تجعل منها، وهي الضعيفة المتخلفة المتناحرة، هدفاً ولقمة سائغة للذئاب، والتي لا تشبع، في خلق اللا استقرار في المنطقة واضعاف دولها وما يترتب على ذلك من ابتزاز وحماية لها.

- ان الموقع الجغرافي الاستراتيجي لدول الشرق الأوسط العربية يحتم على الامريكان الذين يعيشون حالة وجود القوة الأعظم، السيطرة على مقدرات هذه الدول، ولم تكن هناك من سياسة أمضى مثل سياسة فرق تسد، وحماية الانظمة التي لا يسمح لها أن تصبح قوية ذات سيادة.

- لقد استعان الغرب بكيانات اقليمية عملت، وما تزال، على استنزاف العرب، دولاً وشعوباً، وابقائها متخلفة ضعيفة متناحرة.

وفي اطار هذه الاستراتيجية وأهدافها نستطيع أن نفهم ما يجري اليوم من مفاوضات بين امريكا وايران، كما سبقتها من مفاوضات اخرى، والى اين ستنتهي.

ان غضب و”زعل” امريكا الظاهر والباطن على ايران لم يكن ليسببه سوى ما أخطأت في تقديره ايران من العابها النارية التي أزعجت بها “اسرائيل”، الركن الأساسي لسياسة الغرب وامريكا في الشرق الأوسط، بعض الشيء. ومما يزيد من الطيب بلة بالنسبة لدول الشرق أوسط العربية هو ادراك قيادة نظام ايران بحاجة امريكا الى تهديداتها وابتزازها لدول المنطقة العربية، وانها جزء من استراتيجيتها، كما كان قد نجح فيها نظام الأسد في سورية على مدى خمسين سنة.

الى اين ستنتهي اليه المفاوضات؟

إن أهداف المفاوضات بالنسبة لامريكا هي:

 الحفاظ على النظام الابتزازي والتهديمي الايراني بالنسبة للمنطقة.

 منع ايران من الوصول الى امكانية أذية ركن استراتيجيتها الأساسي “سرائيل”.

 احتواء التقاطعات الأمنية والاقتصادية مع ايران.

أما أهداف ايران من المفاوضات فهي:

 بقاء النظام السياسي وقادته.

 استمرار لعب دورهم التدميري للعرب وطوائف الاسلام الاخرى

العمل على الهيمنة والسيطرة على ما يمكن ان تستطيعه في الدول المجاورة

من هنا فليس هناك من أمل لدول الشرق الاوسط العربية في التخلص من نظام طهران سوى الانتفاضات والثورة الشعبية والانقلاب الداخلي، وهو الأمر الذي لا يعمل الغرب بجدية عليه، ناهيك عن الغزو الشامل كما حدث مع نظام صدام في العراق.