ذكاء إصطناعي خارق .. سيناريوهات مستقبلية 

 أكرم سالم

مع بروز التوجهات والاستعمالات المبشّرة لتقنيات الحوسبة الكمومية Quantum Comp. وتضافرها مع التقدم الهائل بقدرات وإمكانات وتصنيع الرقائق الحاسوبية الفائقة، ظهر بشكل دراماتيكي لافت اتجاه استراتيجي مهم ونوعي الا وهو الذكاء الاصطناعي الخارق الذي يتجاوز الذكاء الاصطناعي المعتاد بخطوات واسعة ومتسارعة الى الامام نحو مستقبل تشوبه هالة من الغموض والتحديات على الصعد الاقتصادية والمجتمعية والامنية السيبرانية، بما يحمله في ثناياه من تداعيات وإنعكاسات معقدة حافلة بكثير من المفاجآت..على الرغم من ميزاته الحيوية في زيادة الانتاجية وسوق العمل  وتطوير كفاءة الصناعات وسلاسل التوريد اللوجستي والخدمات الصحية والطب فضلا عن تطوير الخوارزميات البرامجية اللازمة في التشغيل وتطوير الاداء وتصميم الشبكات العصبية واسلوبيات البحوث العلمية المتقدمة، ولاسيما بالمجالات الطبية التشخيصية والصيدلانية والكيميائية والهندسية عموما.كذلك سينعكس بشكل كبير على مسارات التنمية الاقتصادية المستدامة وادارة الموارد ولاسيما الموارد النادرة والحلول البيئية المستدامة وحلول الطاقة المتجددة ،اضافة الى التحسين والتطوير المتعاظم لمنصات التعلّم الذكية المساعدة على التعليم والاعمال في المنزل   on-line.

مؤشرات حمراء

حصيلة ذلك من شأنه بكل تأكيد زيادة وتوسيع الهوة او الفجوة الرقمية Digital Gap  بين دول الشمال المتقدم من جهة ودول الجنوب المتخلف او النامي من جهة اخرى..غير أن العبء والتأثير الاكبر سيحدث ويقع بلا ادنى شك على صعيد الاخلاقيات والخصوصية والامان في جميع المجالات اذ سيجري جمع واكتساب وتحليل كم هائل من البيانات الشخصية او الخاصة بالمنظمات والمؤسسات الدفاعية والامنية وهنا ستقع محاذير كبيرة ومؤشرات حمراء منذرة بأخطار جمّة يتعين تداركها وضرورة وضع السيناريوهات الاستباقية اللازمة لتجـــــــــــــــنب مخاطرها الكبرى على المجتمعات و البشرية بشكل عام، وبخاصة ان الذكاء الاصطناعي الخارق يحمل في طياته امكانية الاستنساخ الذاتي للروبوتات القادرة على اتخاذ قرارات حرجة وحساسة متضمنة قدرات ابداعية استثنائية وغير معــــــــــــتادة على حلول المشكلات المختلفة وعبورها..ومنها اشكاليات التصدي والمواجهة مع صانعها وهو الانسان ..وهنا سيدق جرس الانذار الذي يتضمن منطلقا جديدا لتاريخ ومسيرة البشرية وستسمع اصداؤه العليا بكل مكان في المعمورة..