الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
أبي وحليم.. أول حزن عَرفَتهُ طفولتي

بواسطة azzaman

أبي وحليم.. أول حزن عَرفَتهُ طفولتي

هدير الجبوري

 

بعض الذكريات من الصعوبة  ان تغادر  ذاكرتنا مهما تقادمت السنين والاحداث وتخللتها مصاعب وهموم الحياة ..

في مثل هذا اليوم ومايزيد على الاربعة عقود ونصف

 كان ياما كان ،، طفلة صغيرة تقف مرتجفة مرتبكة، نظراتها متسمرة

على باب غرفة صغيرة في احد المشافي حيث كان يرقد فيها أعز ناسها وهو يصارع وجع

 النوبة القلبية التي اصابته فجأة وكان يتحدث بوهن مع الذين كانوا

 حوله من أقربائه وبألم شفيف عميق

 عن حدث مؤلم قد جرى في نفس اليوم الذي كان يرقد فيه في المشفى وهو الثلاثين من شهر مارس من عام 1977 وكان قد سمعه من المرضى بقربه

وبالرغم من صغر سنها الذي لم يتجاوزعدة  اعوام لكنها  كانت تنصت له بعمق وهو يقول بوجع ان الدنيا قد خلت من حليم الذي كان يحبه بشدة وبأنه رحل للابد ولم يكن يعلم انه هو الاخرسيلحق به بعد ايام قليلة .....

ولم تفهم يومها ماكانت تعنيه كلماته هذه

لكنها ظلت عالقة بذهنها ليومنا هذا ،، ولم تنسى كيف كانت نظرة الفقد التي أرتسمت في عينيه لحظتها وتحولت بعد ذلك  الى حزن سرمدي ترك في قلبها غصة للابد..

ومرت السنوات وكبرت الصغيرة

لكنها على الدوام  تبحث عن كلمات لتصف احساسها كلما استمعت لحليم يغني

فقد كان هو وأبيها اول حزن عرفته طفولتها ..

  في ذكرى العندليب كتب احدهم في منشورباحدى المواقع مر أمامها  عن طريق الصدفة فشعرت مع كلماته

انه يوجز احساسها في  الوصف الدقيق المختصر بمعاني عفوية

لما يختلج في الروح من مشاعر مختلطة مع ذكرى رحيل العندليب وهو يقول :

اشعر وانا استمع له كأن  شيئاً ما حلو المذاق في فمي

ورائحة غريبة أشمها اشبه برائحة الحنين تملأ روحي كلما تناهى صوته لسمعي  ...

والوان عديدة تتراقص امام عيني 

اشعر اني اطير معه في عالم لن يتكرر حدوثه او الاحساس بلحظاته ...

رحم الله أبي...وحليم في ذكراهما السنوية

 


مشاهدات 49
الكاتب هدير الجبوري
أضيف 2025/04/19 - 12:47 AM
آخر تحديث 2025/04/19 - 3:56 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 814 الشهر 19471 الكلي 10900118
الوقت الآن
السبت 2025/4/19 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير