وفد لجس نبض البيت الأبيض
فاتح عبدالسلام
وردت اخبار قبل ثلاثة أسابيع عن وفد عراقي من شخصين أو ثلاثة وصل الى واشنطن من اجل مباحثات وصفها مراقبون بجس نبض المستشارين المحيطين بالرئيس الأمريكي ترامب او اللقاء مع أعضاء في الكونغرس، في مسعى يخص توضيح الصورة إزاء وضع العراق في منطقة الصراع المرشح للانفجار الأكبر بين الولايات المتحدة وإيران. ولا يبدو انّ تلك اللقاءات تجاوزت أضيق النطاقات
لم تعلن الحكومة العراقية رسميا عن هذا الوفد “شبه الشخصي” و”شبه الخاص” ، لكنني أميل الى صحة وجود هذه المحاولات بعد تأكيدات من شخصيات عراقية تعمل في واشنطن، لكن الأهمية في نجاح ذلك من حيث التأثير غير مضمونة لسبب بسيط هو ان الامريكان يبحثون عن إجابات على أسئلة محددة بالعلاقة مع ايران في ملفات الطاقة والنظام المصرفي والفصائل الولائية، واعتقد جازما هنا انّ أي وفد لن يستطيع تقديم الإجابات الدقيقة بما يخص التفاصيل حتى لو كانت اجاباته صحيحة، ذلك ان الطرف الأمريكي يريد أن يسمع من المسؤول الأول في الوضع الحكومي الرسمي للبلاد، على افتراض انّ المطلوب هو الاستماع من صاحب القرار والسلطات.
وازداد الوضع تلميحاً في انّ هذه المهمة كانت في حكم الفاشلة، من خلال وقع كلمات وزير الخارجية اكثر من مرة، في وصف الحالة المتأزمة في المنطقة من دون ان يعطي تطمينات يمكن أن يكون أي طرف عراقي قد حصل عليها للنجاة بالنفس حين تندلع المواجهة الكبرى في حال لم يقتنع ترامب بالجواب الإيراني « غير المباشر» المنتظر على رسالته ذات المهلة المحددة بشهرين غير قابلين للتمديد.
المعلومات الأولية والاستنتاجات المتخصصة في استطلاع أوضاع الدول ذات الصلة مع ايران في الملفات المثيرة في هذا الصراع، تؤكد انه لا يمكن إزالة صفة “المتهم” عن العراق مهما جرى تزيين ما يجري في انّ العراق من الممكن ان يكون شاهداً أو مراقباً أو وسيطاً، فصفة التهمة قريبة ومتغلغلة لأسباب كثيرة، تخص تلك الملفات المتداخلة والتي يرى الامريكان انّ حكومة بغداد لم تصنع شيئاً مهماً في التعاطي معها حتى بعد حصول الاتصالات الامريكية ذات اللهجة الجادة ولا أقول الشديدة.
لا أدري لماذا لا تجري مناقشة الوضع العراقي من هذه الزوايا في جلسات مجلس النوب التي تبدو خارج المشهد؟