الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
كرسي الرئاسة مقياس نسائي لقصيدة النثر

بواسطة azzaman

كرسي الرئاسة مقياس نسائي لقصيدة النثر

محمد إسماعيل

 

صدر عن منشورات إتحاد الأدباء، ديوان "كرسي الرئاسة" للشاعرة سناء وت وت، في تسعين صفحة من القطع الصغير، ضمت ثمان وعشرين قصيدة نثر، دارت حول الركائز العاطفية للثبات الإجتماعي في حب بغداد، والعلاقات الوجدانية بين الناس، والسياسة بإعتبارها أم الميادين الحياتية في أية دولة متحضرة.

ذهبت الشاعرة وت وت الى أغراضها بلغة شفافة معبرة، تكيل لكل موضوع ما يلائم قوامه من كلمات منتقاة بوعي شعري جميل، فلكل قصيدة مسارها الذي يصب في محور بؤري، أسسته الشاعرة منذ مستهل القراءة، أي العنوان "كرسي الرئاسة" ذو الدلالات الثرية بالمعاني، فقصائد الديوان تمر بالقرب من السياسة من دون أن تعد قصائد سياسية، وتلامس الحب، من دون أن تتناول مشاعر المحبين وتهافت العشاق.

تفصح قصائد الديوان عن زهد وت وت بالمناصب، وأرفعها الرئاسة، مؤسسة خطاً لسيرتها الوجودية، متعدد الخيارات، ربما الشعر.. ليس وحده، والإدارة الثقافية، بالمشاركة، والعمل المجتمعي من خلال إلتزاماتها التي تتوزع.. حسب الديوان.. بين الأمومة والزواج والأخوة، مؤكدة على عظمة هؤلاء، فهي إبنة رجل إستثنائي.. مشهور في المجتمع النجفي.. عبود وتوت، وأخت فنانين كبار عماد وتوت.. رحمه الله، ومضر محمد، وزوجة الموسيقار الراحل محمد جواد أموري، والد إبنها المطرب المشهور نؤاس أموري، وكل تلك الإعتبارات تشكل قيمة إجتماعية وميزة إنسانية، تجعلها بنت خير أب وأخت خير أخ.. فضلاً عما تعنيه هي بحد ذاتها من حضور مؤثر في الأدب كمثقفة عضوية وفق تكثيف غرامشي، أكسبها فاعلية واضحة.

وكل تلك التداعيات تنتثر بين مفاصل الدجيوان.. قصيدة قصيدة، بدءاً من المحور "كرسي الرئاسة" التي ترفض الكرسي وتؤسس خطاً موازي للمناصب كما أسلفت.

في قصيدة "ترجل عن فرسك" خطاب مباشر يستلهم جماله من قسوة وقع الصوت العالي، وعي يؤجل الصوت وينقل الصدى من الأرض الى السماء.

وتوالت قصائد النثر، إشتغالاً على جدلية المرأة بإعتبار الأنوثة شعراً بحد ذاتها، حفلت قصائد الديوان بإزاحات في المعنى، جعلت للكلمات سحراً خارج نطاق التداول اليومي، برغم كونها مستقاة من القاموس اليومي إجرائياً!

ديوان "كرسي الرئاسة" للشاعرة سناء وت وت، إلتماعة تعيد الثقة بالشعر النسائي الحديث، الذي غلبت عليه الخواطر تحت لافتة هوجاء "قصيدة نثر" مكنت غير الموهوبات من إدعاء الشعر، حيث بلغ عدد الدعيات 99% ممن يزاحمن الـ 1% الحقيقي.

يصلح "كرسي الرئاسة" مقياساً توضيحياً للراغبات بالوجاهة، في النسج على نول قريب أو بعيد منه أو موازٍ له، يعصم قصيدة النثر من آفة الخاطرة.


مشاهدات 185
الكاتب محمد إسماعيل
أضيف 2025/03/24 - 2:19 PM
آخر تحديث 2025/03/30 - 9:28 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 337 الشهر 18656 الكلي 10579605
الوقت الآن
الأحد 2025/3/30 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير