الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
أخلاق العلماء

بواسطة azzaman

أخلاق العلماء

محمد الربيعي

 

بين طيات صفحات جريدة الزمان (العدد 8143، 20 آذار 2025)، وقعت عيني على مقال أخّاذ، بنفس العنوان، للعلامة السيد حسين الصدر، كأنما الكلمات كانت تنبض بالحياة، تدعوني للغوص في عوالمها العميقة واضافة لمستي الخاصة.

ففي زمنٍ تتشابك فيه الإنجازات العلمية مع التحديات الأخلاقية الكبرى، يقف العلماء كحماة للقيم، لا مجرد مكتشفين للحقائق. وحيث تتشابك خيوط الاكتشافات المذهلة والمسؤوليات الأخلاقية الجسيمة، يتربع العلماء على عرش القيم النبيلة. فهم ليسوا مجرد باحثين عن الحقائق، بل حراس للأمانة العلمية وسفراء للموضوعية ونبراس للتواضع.

ان الامانة العلمية هي الدرع الحصين للعلماء، فلا مكان للتزوير او التزييف او الانتحال في محراب العلم الذي يقدسونه. بل الصدق والنزاهة هما الاساس الراسخ لكل اكتشاف، والاعتراف بجهود الاخرين هو جزء لا يتجزا من مسيرة البحث العلمي التي يؤمنون بها.

علم حقيقي

انهم يقفون بالضد من كل الممارسات الفاسدة التي قد يشوب بها بعض الباحثين او الاكاديميين مسار العلم ويؤكدون ان العلم الحقيقي هو نتاج الجهد الصادق والنزيه وان اي محاولة للتلاعب بالحقائق او تزييفها هي خيانة للامانة العلمية وللمجتمع باكمله.

انهم يؤمنون بان العلم هو وسيلة لخدمة الانسانية وتقدمها ولا يمكن ان يتحقق ذلك الا بالالتزام باعلى معايير النزاهة والاخلاق.

اما الموضوعية فهي عدسة العلماء التي يرون بها الحقائق مجردة من اي تحيز او انحياز، فالعلماء يقبلون النتائج كما هي حتى لو كانت تخالف توقعاتهم لان هدفهم الاسمى هو الوصول الى الحقيقة لا اثبات صحة وجهة نظرهم.

وفي تواضعهم يدرك العلماء ان العلم بحر واسع لا ساحل له وان المعرفة الانسانية لا تزال في بداياتها فيستمعون الى اراء الاخرين بتواضع ويتعلمون منهم بكل احترام ويسعون جاهدين الى تطوير انفسهم باستمرار.

ولا يكتمل عقد اخلاق العلماء الا بالتعاون، فالعمل الجماعي هو سر التقدم العلمي وتبادل المعرفة بين العلماء من مختلف التخصصات والخلفيات هو وقود الابتكار لان العلم الحقيقي يتخطى الحدود ويوحد الجهود من اجل خدمة البشرية.

حل مشكلات

ويتحمل العلماء مسؤولية اجتماعية عظيمة، فهم يدركون ان نتائج ابحاثهم قد تغير وجه العالم لذا يسعون الى استخدام العلم في خدمة المجتمع وحل المشكلات التي تواجهه ويحرصون على ان يكون عملهم متوافقا مع القيم الاخلاقية والقانونية.

وفي قلوبهم، يحمل العلماء احتراما عميقا للحياة فلا يجوز لهم ان يعرضوا اي كائن حي لمعاناة غير ضرورية لان العلم يجب ان يكون في خدمة الحياة لا ان يكون سببا في ايذائها.

ويتزين العلماء بالنزاهة، فيتجنبون اي تضارب في المصالح ويسعون الى ان يكونوا قدوة حسنة لزملائهم وطلابهم لان العلم ليس مجرد مهنة بل هو رسالة سامية واخلاق العلماء هي جوهر هذه الرسالة.

 

 


مشاهدات 88
الكاتب محمد الربيعي
أضيف 2025/03/22 - 3:42 PM
آخر تحديث 2025/03/24 - 6:50 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 693 الشهر 14331 الكلي 10575280
الوقت الآن
الإثنين 2025/3/24 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير