الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
(اللبن السياسي).. في حوارات منتصف الليل

بواسطة azzaman

(اللبن السياسي).. في حوارات منتصف الليل

عباس الجبوري

 

١-شهر رمضان ..وسحر لياليه ..بعد صمت نهاراته تغري النجوم ان تتساقط على رؤوس الجمال …فتزيد الارض اشتعالاً ورغبة في ممارسة السحر والمسامرة بين طرفين ..او اطراف متعددة ..لتسافر في المستقبل أو لتراجع الماضي ..بقراءات جديدة بطعم قديم… أو قديمة تركب عربات جديدة ..

٢-قدمت لنا الفضائيات العراقية الخاصة (حصاداً) يومياً لشخصيات سياسية متنوعة تحت أضواء منيرة ..وعدسات محدبة ومقعرة ..وجهد ذاتي يتصالح مع البيئة ..والديكورات الطبيعية والداخلية وبأسماء وعناوين لذيذة بالنطق..لفريق شبابي يتنافس على الطموح…(غزوان-سامر -احمد-سحر-حسام-مقداد-)..

وبإناقة مسترخية على ضفاف الراحة..

وبأوقات مضمونة المشاهدة عندمنتصف الليل ..ولضيوف (متعمدين)..

٣--(نخب أول) صفةمميزة ..وعلامة تفرد للاحاديث السياسية الرمضانية  ..وهي طبيعية لان الضيوف معظمهم من (خط  أول)وهم يتصدرون المشهد ولديهم (بيدر)من المعلومات والرسائل الجاهزة للارسال بالمفرد والجملة  بما يحقق الاثارة والشد الى الشاشات الزرقاء ..

٤-هدنة سياسية ..او وقف لاطلاق النار السياسية ..أو (تبريد)للاجواء ..او تجميد للخلافات ..كان متوقعا لجهة خصوصية المناخ الرمضاني الممتلئ (روحانية )والمقترب من الغيب ..لكن ما شاهدناه كان تكملة وملحقا واضافة وتطويراً وتبريراًوتنظيراً للسجال القديم ..وحديث بائعات اللبن الممتد بالخيال..الى أن يسقط اللبن على( مقرنص) الارصفة الجديدة ..

٥-المدفع ..كان السلاح البارز في الهجوم ليناغم مدافع الافطار التي تهزم جيوش النهار الصائم لصالح جيوش الليل المتحشدة على موائد الافطار التي تحسنت هذا العام وقد حمله الضيوف رغبة في اسقاط الاخر من أول قذيفة ..والى الان لم يسقط جندي رغم كثافة القصف وعشوائيته …

٦-شطارة ومهارة مقدمي البرامج وخبرتهم المتراكمة حولت السياسي الضيف من (لاعب)يلعب بمرونة وفن الى(ملعب)يلعب به الاعلامي بأريحية بالغة ويسجل اهدافه ويقطف نتيجته ويكللها برفعة الكأس لقدرته في التسلل على دفاعات واسرار الضيوف..خصوصاً حينما يكونوا بلا مسؤولية..

٧-كسر الروتين اليومي والتقرب الى الجمهور والحيث ببساطة ومباشرة وبلغة (محلية) بعيدة عن التكلف والتصنع  والتحضيرات الورقية ..أضفت أجواءً محببة للمتلقي الذي أرهقته الصوم ..وأرهقه (كسر) قواعد النحو والبيان .. لينتحر سيبويه غريقاً بقفزة الى دجلة (ابي فرات) القابع تحت طينها الى يوم الحساب

٨-كان موسماً وكانت سنابلا ..وكان منجلاً ..وكانت عصافيراً..تتلهى على (مسطاح )الحنطة العراقي وكان هناك خلف الافق (يوزرسيف)يبارك لهذا الوطن  سنابله الوفيرة بعد ان أغرقتها امطاره بغيثه الكريم ..ولا ينسى ان يدعو لنا ب(سبع سنبلات خضر) ..وعام يغاث فيه الناس ..ليخبو  (رعيد) ذئب ٍبعيد يأتي صداه من وراء البحار…يفزز الليل في أزقتنا القديمة..

(سلامٌ من ربٍ رحيم)..رددها سيد عامر قبل أن يرفع أذان الفجر الندي..

٩-الليلة الذهبية.. لم تحن بعد..والضيف الذهبي لم يوافق على الاطلالة الى الان ..وهو يسوق أسباباً مقنعة للنخبة.. لكنها (غير مبررة) لمقدمي البرامج..الذين يتنافسون عليها ب(ذبذبات سرية) ..وهي بلا شك تمنح الكثير من الاعتمادات للاعلامي.. وينتظرها المواطن بشوق .. بعد أن غادرت المسلسلات و التمثيليات همومه وأوطانه وقرآه.. وراح يفتش عن أولاده ويتحسسهم عند العرض الذي لايدري الى أين يسير بنا.. في زورق (رزاق)المقلوب من أيام القراءة الخلدونية ..ومروراً ب(تحت موس الحلاق)..ولم (ينعدل ) على سرير الماء..ربما لعلة في (موعد الصيد)مزمنة..

و ما على الصياد الاخير الا أن يقلب (الزورق المقلوب)من ستين عاماً ..ليمتلأ سمكاً وأملاً .. ونبلَ حياة..

ويمكننا أن ننتظره ..ولو في صباح اليوم التالي..

نائب 


مشاهدات 86
الكاتب عباس الجبوري
أضيف 2025/03/22 - 1:46 AM
آخر تحديث 2025/03/22 - 2:30 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 480 الشهر 12603 الكلي 10573552
الوقت الآن
السبت 2025/3/22 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير