قوانين الثورة
ضرغام الدباغ
حين ذهب ياسر عرفات إلى طهران لتهنئة القيادة الإيرانية بانتصار «الثورة» الإيرانية، قابل عرفات قائد الثورة الخميني، وفي ذهنه أنه قد وجد من يقدم له الدعم، وكانت فتح تحديداً قد دربت الكثير من الكوادر الإيرانية على فنون القتال. وحين ألتقى القائد عرفات بالخميني، طلب منه الخميني أن يعلن الثورة الفلسطينية كثورة إسلامية. وعرفات رجل له خلفية دينية، وكان قد اشترك (الحمسينات) بفعاليات قتالية قام بها الاخوان المسلمون في منطقة قناة السويس ضد القواعد البريطانية، وحتما أن الخميني كان على علم بهذه الخلفية، ولكن عرفات أجابه، أن هذه ثورة فلسطينية عربية، يشارك فيها المسيحي والدرزي والمسلم جنبا إلى جنب من أجل تحرير الوطن المحتل، نحن نريد التحرير بزج كامل قوانا في المعركة. وبالطبع كانت الإجابة مخيبة لآمال رجل الدين الإيراني.
تحقيق النصر
الثوار الفيثناميون، كانوا بقيادة الحزب الشيوعي الفيثنامي، ويلقون دعما واسعاً من الاتحاد السوفيتي والصين الشعبية، ولكن معركتهم كانت في فيثنام وثورتهم لن تكون شعبية وثورة حقيقية إلا بمشاركة جميع أطياف الشعب الفيثنامي، ومنهم البوذيون، بما في ذلك الكهنة البوذيين. ولذلك كانت فئات وأطياف كافة الفئات مشاركة بالثورة حتى تحقق النصر التام. ستالين كان شيوعياً، ولكنه يوم تعرض الوطن السوفيتي للعدوان من الجيش الهتلري، كان على ستالين أن يستنفر الشعب السوفيتي كله، فهو ليس للشيوعيين فقط، لذلك توجه للشعب بخطاب مستخدما الرموز الوطنية والقومية والدينية، وفعل ذلك حقاً. في المانيا الديمقراطية، الدولة الشيوعية، كانوا يشيدون الكنائس، ويعمرون تلك التاريخية منها، وحين سئل صحفي أحد رجال الدولة، أجاب أن هناك من شعبنا يريد أن يشاهد الكنائس عامرة.. نحن نحترم رغبات شعبنا. الثورة قوانين علمية، وليست هبة عاصفة، ولا خطابات حماسية ... وحين تكون قائداً لهذه الثورة عليك أن تفكر بالمقام الأول بالجماهير .. حطب الثورة .. سندها وسياجها وخط دفاعها الأول، أنت لست في مجلس عائلي ولا حزبي، أنت في مهمة قيادة الشعب .. عليك أن تفكر بكل صغيرة لكي تقود الجماهير وهي تقف متراصة خلفك ..