حرق الأخطاء سماداً

سناء وتوت

يحق للأمم والشعوب والمجتمعات والأفراد، أن تفتخر بماضيها، والرموز التي صنعت أمجاد هذا الماضي، و... مسامحة من أساؤوا في زمن غابر ما زال يبسط سطوته.. عنوة.. على راهن مأزوم، أسير أخطاء الماضي.الماضي.. مجموعة خلاصات ومواعظ وحكم ونتائج، نأخذ بالحَسَنِ منها، سبيلاً منهجياً للتجديد وبناء أنساق معرفية تتكامل مع معطيات الحاضر، على ألا تجتر ما سلف، مهما كانت جودته، وترهن حريتها في أسره! بل تنطلق منه الى نفسها، لتكون هي إياها وليس أسلافها!ونجتنب المساوئ تأسيساً على أرض خصب أحرقنا الأخطاء على أديم ثراها؛ فإخصوصبت غزيرة الإنتاج وفيرة المحاسن.لا أثر رجعي في محاسبة السالفين “تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ” البقرة:141.ثواب المحسن من الله وعقابه على الله، لسنا نواباً عن رب رحيم وإله كريم وخالق لطيف، أجّل العقاب والثواب الى الآخرة، فنستعجلها نحن في الدنيا من دون عائدية؛ فلا يحق لإنسان إحتكار صلاحيات الرب؛ بمجرد إرتدائه قلنسوة حَبْرٍ أو صليب قس أو عمامةً شيخ، فالرب يخاطب الرسول محمد.. صلى الله عليه وآله “إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُوراً” الإنسان: 3 إذن الإنسان وحده.. في الآخرة.. يتحمل وزر إختياراته الدنيوية؛ لذلك الماضون خط أحمر، سواء أصابوا أم أخفقوا.لكن نستفيد من نتائج أخطائهم في تحاشيها بهدف النجاة من المهالك التي إنتهوا إليها، مثلما نستفيد من دقة التنظيم التي أسفرت عن أمجاد نفخر بها، ونتكامل معها وفق معطيات زمننا المتقدم عليهم حتماً، ولو بموجة الذكاء الاصطناعي وحدها، وما سيجيء من معجزات علمية، لم نؤتَ منها إلا قليلاً، من دون إستعراض تاريخ التكنلوجيا الذي بدأ بإكتشاف الكهرباء والثورة الصناعية و... ثورة الباستيل 1789.