نقيب الأطباء السابق يروي قصصاً إنسانية مليئة بالإصرار والشجاعة
شهداء الجيش الأبيض كتاب يوثّق تضحيات الأطباء في زمن الجائحة
بغداد- ابتهال العربي
في خضم جائحة كورونا التي اجتاحت العالم، وقف الأطباء والعاملون بالمجال الصحي في خط الدفاع الأول، يواجهون الخطر بأيدٍ بيضاء وقلوب مليئة بالتفاني والإخلاص٬ وجابهوا اعتى جائحة ولم يترجلوا أو يتركوا الأعنة إلا بعد أن فاضت ارواحهم الزكيّة.
وهو ما حاول مؤلف كتاب جديد توثيقه مؤخراً٬ يحمل مضمون الكتاب شهادة وفاء لهؤلاء الأبطال الذين لم يتخاذلوا في أداء رسالتهم الإنسانية رغم المخاطر، وكانت أرواحهم ختام عطاءاتهم في سبيل إنقاذ الآخرين. ويتضمن الكتاب قصصاً ابطالها أطباء ضحوا بحياتهم أثناء أداء عملهم، ليس فقط كأسماء بل كحكايات نابضة بالحياة، مليئة بالإصرار والشجاعة، مستعرضاً مسيرتهم، نضالهم، تضحياتهم، وأثرهم الذي بقى خالداً رغم رحيلهم٬
حماية حياة
يجدر القول ان المؤلف جاسم العزاوي نقيب الاطباء السابق لا يتحدث عن مجرد تأريخ لمأساة، بل يشير بأصابعه المجتهدة التي كتبت 572 صفحة يبرز فيها تفاصيل رسالة امتنان ودعوة للتأمل في مسؤولية صعبة تحت عنوان حماية حياة البشر واجب وطني وانساني٬ ويذكر الباحث الطبيب جاسم العزاوي٬ انه حين اجتاح فيروس كورونا العالم، وقفت الفرق الطبية في الصفوف الأولى، تواجه المجهول بروحٍ نبيلة تفيض بالسمو والإيثار. وذلك لايعد تنفيذاً للواجب أو امتثالاً للمهنة بقدر ما هو تخطي للمجازفة والخوف وكل حدود الخطر لمواجهة عدو صامت وماكر في حرب ارتدى أبطالها معاطفهم البيضاء دروعاً وحملوا الأمل سلاحاً، فسقط بعضهم في الميدان، تاركين خلفهم إرثاً من الرفعة والبطولة.. بالتأكيد عنوان الكتاب يختزل كبر حجمه وثقل وزنه وقيمة فحواه، ولم يغفل الكاتب عن جوهر حياة وتضحيات وقصص انتهت بإستشهاد هؤلاء الأطباء الذين انقذوا حياة المرضى من مخالب الموت إلا ان تلك المخالب طالت حياتهم، لكن ما غفل عنه المؤلف هو اضافة صور الأطباء في رحاب هذا الكتاب تتوسط الفصول أو تتذيلها.
في مقدمة الكتاب وجه المؤلف شكره وتقديره الى الأطباء (رحمهم الله ) التي فاضت أرواحهم الزكية ورحلوا عن العالم بعد أن قضوا حياتهم في معالجة المصابين بوباء كورونا الذي حل على العالم، وتصدوا لفيروس خطر ومميت، ولم يهمل ذوي شهداء الجيش الأبيض بين طيات كتابه الذي قدم لنا مشاهد عن محاسن مهنة الطب و ألم الفقد، معرجاً على جملة جهود اشترك فيها نقابة الأطباء وفروعها، ووزارة الصحة والقوات الأمنية والجهات ذات العلاقة، ممن سعت خلال الجائحة إلى تعزيز عوامل الوقاية والتوعية والتـــثقيف .اشاد بالكتاب ايضا الدكتور حكمت الشعرباف بكلمة قال فيها (انه سجل يضم الأطباء الشهداء في مكانه الذي يستحقوه في قلوبنا وضمائرنا)٬ من جهته وصف الخبير والمستشار الدولي للاعلام والاتصال الصحي٬ مزعل الحاتم٬ شهداء الجيش الأبيض بالصابرون الذي توج عملهم المهني والبطولي الوطني الإنساني في سفر التاريخ الحديث بمهنة الطب التي طرزوها بأكاليل الغار والفخار والخلود والرحمة. تضمت فصول الكتاب بحسب الحروف الهجائية تتابعاً لأسماء الأطباء العراقيين الذين رحلوا٬ بهدف تسهيل الوصول الى المعلومة للقارئ بعد الاطلاع على الكتاب.
جيش ابيض
يركز الباحث على توثيق أطباء من أبطال الجيش الأبيض استشهدوا وهم يصارعون كورونا بلغة قصصية بلاغية، ويرى انه من باب الوفاء تأليف هذا الكتاب الذي يتوخى ان يظل مرجعاً في تاريخ الطب٬ أكاديمياً٬ مهنياً٬ واجرائياً٬ للمعني بشؤون الطب أو التاريخ٬ وللمثقف الذي يريد الاطلاع على واقع المرحلة كما جرت على لسان طبيب متخصص عاشها ورصد تبعاتها٬ ولايزال يدون ملاحظاته العلمية والاجتماعية المترتبة على الحدث٬ لتعم الفائدة للجميع. لايفوتني ذكر ان الدكتور جاسم مطشر ثامر العواد العزاوي٬ تولد الشطرة عام 1954 ، تخرج من كلية الطب / جامعة البصرة عام 1978 ، تخصص بالأمراض الصدرية والقلبية والباطنية ، رئيس مركز دراسات الاعلام والقانون الطبي ، عضو الهيئة الإدارية لجمعية القلب والصدر ، نقيب أطباء العراق / المركز العام عام 2021 - 2022 ، يحمل شهادتي بكلوريوس في القانون والاعلام وماجستير طب العائلة والمجتمع، عضو المجلس الأوربي لأمراض القلب ، عضو المجلس الأمريكي الأوربي لايكو القلب .