نصف الحقيقة
ضرغام الدباغ
إذا قبلنا بفكرة أن الكذب محرم بتاتا على السياسي، ومحرم بدرجة أشد على الدبلوماسي، وإذا ما صادف السياسي / الدبلوماسي موقفاً، قولة الحق فيه تنطوي على خسارة فادحة، أو نهاية لشأن ما، فما لذي يتعين على الدبلوماسي فعله والتصرف حيال مأزق كهذا ..؟
ابتداء نؤكد مرة أخرى أن الكذب كفيل بإفساد أي قضية، ولكن بين الصحيح تماماً، والكذب المؤكد تماماً هناك مساحة، يمكن المناورة خلالها، دون الحاجة للكذب، وفي نهاية المطاف بوسع السياسي الامتناع عن التصريح والتعبير عن جوهر القضية وخوض مغامرة سياسية / دبلوماسية هو غير متأكد من ابعادها بقوله „ سنفحص هذا الأمر بدقة أكبر وستعبر عنه لاحقاً „ وقد تكون هذه الإجابة محرجة، أو باهتة، إلا أنها أفضل بكافة الأحوال من الكذب، ولكن الإجابة غير المناسبة، قد تعمق تورطه وبلاده في مأزق الخروج منه ليس بالهين. اما الدبلوماسي اللبق فبوسعة النفاذ من مواقف كهذه، إذا أحسن التصرف والتعبير، بأستخدام كلمات ومصطلحات وجمل أنيقة ، لطيفة، يعبر فيها عن احترامه للطرف المقابل، وللموضوعة قيد البحث، لا تلزمه بشيئ، هذا إذا كان الموضوع فعلاً وحقاً خارج صلاحياته في الحسم والقرار . وبحاجة حقيقية لمشاورة الجهات العليا. أو حتى امتناعه عن التصريح بقولة مشهورة ( لا تعليق / No Commwnt).ربما بعض الدبلوماسيين والسياسيين يلجأون للكذب، وهذا خيار سيئ، ولكنهم ينعتون الكذب بصفات سيئة. بوسع الدبلوماسي الذكر الأفلات من أي موقف صعب بنعومة ولطف.