الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
اضواء من رواية ( محطات) في اجزائها الثلاث للروائي حميد الحريزي        


اضواء من رواية ( محطات) في اجزائها الثلاث للروائي حميد الحريزي        

 أياد خضير الشمري

 

رواية محطات في اجزائها الثلاث ( العربة ) ( كفاح ) ( البياض الدامي) تناول فيها الروائي حميد الحريزي تاريخ الشعب العراقي لفترة طويلة من الزمن، وكيف استطاع الشعب بقيادة الحزب الشيوعي، كقوة نضالية ان تدافع عن العمال والفلاحين، الشريحة المعدمة في العراق.. في جزئها الاول ( العربة ) أختار اسم بطله ( مظلوم ) ليكون اسما على مسمى، انسان امي يعمل في الريف فلاحاً، قرر الذهاب الى مدينة النجف تخلصاً من الاضطهاد والظلم من قبل الاقطاع، الرواية تبدأ من زمن الحكم الملكي، ( مظلوم ) لا يوجد لديه عمل يعيل به عائلته، يقنعه شخص بأن يبيع الباقلاء واللبلبي بعربة يتجول بها، في مدينة النجف يلاحظ فرق كبير بين التعامل في هذه المدينة وفي الريف، يساعده شخص في الحزب الشيوعي ( المعلم المتنور ) وهو اسم حركي للقائد ( سلام عادل ) وان ( مظلوم) لا يعرف عن هؤلاء، واي حزب ينتمون لأنه قادم من الريف لا يعرف الكثير عن هذه الامور، يسمى ابو مطشر الذي اشترك مع المتظاهرين في النجف على اثر اضراب كلية الصيدلة في بغداد واعتداء السلطات على الطلبة وجرح اربعة منهم، اصيب ( مطشر ) برجله بالتظاهرة وان الشرطة تبحث عنه الجزء الاول ( العربة ) يتحدث السارد عن الفقراء ذاكرا الشاعر التركي ( ناظم حكمت ) وعن الادباء والشعراء ذاكرا المتنبي والجواهري صاحب ( تنويمة الجياع ) والكثير من الناس والاطفال يتضرعون جوعا كان يحلم بعراق بلا جياع ذاكراً الامراض التي فتكت بالناس كافة من الطاعون والكوليرا وضحايا فيضانات دجلة ورائحة عفن جثث الموتى التي تزكم النفوس، تطرق في الجزء الاول (العربة ) الى التقاليد في العشيرة ( كصه بكصة ) والى الغجر وعاداتهم في الرقص والغناء، وذكر قصيدة ( محمد صالح بحر العلوم ) شاعر الشعب، الجزء الكبير كتب بالعامية، كلام وعمل وعادات العراقيين في الريف وفي المدينة، اقتحمت عربة ( مظلوم ) من قبل الشرطة بحثا عن منشورات ضد الحكومة بعثروا اغراضه من خل ولبلبي ودجاج مسلوك، احداث كثيرة تمر من مظاهرات 1948/ 1952/ 1956 يشترك فيها ابنه ( كفاح ) والدة ( مظلوم ) الذي غير اسم ابنه من ( مطشر ) الى ( كفاح ) بواسطة محامي بارع، يشترك مع اصدقائه في الكلية، وانتفاضة اذار 1991ومطاردة المعارضين وتصفيتهم او سجنهم، احداث مر بها العراق من نضال وقهر وتعذيب وسجن.. فترة نوري سعيد والزعيم عبد الكريم قاسم اتهم ( مظلوم ) بالشيوعية على الرغم من كونه لا يعرف ولم يسمع باسم الشيوعية مسبقاً ويسجن، تنقذه الغجرية ( غنودة ) من السجن فهي مؤثرة على الشخصيات المهمة في السلطة. ( استقبلته غنوده بابتسامتها المعهودة.. ها ابو مطشر سحلوك هذوله الظلام، شافوك فقير وما لك احد، ما حصلوا غيرك يتهمونه حطوه اراسك.. والله والله لابهذلك احوالهم ..) ص158 يغادر ( مظلوم ) بعدها الى بغداد ويلتقي مع شخص اسمه ( منير ) الذي وجد له عمل في مطبعة تعود الى احد كوادر الحزب الشيوعي، خلع مظلوم ملابس الريف وارتدى البنطلون والحذاء وانسجم مع عمال المطبعة الذين هم خليط من اديان وقوميات انسجم معهم لا يحس بالغربة ( مظلوم ) بدأ يتعلم القراءة والكتابة وعرف من خلال العاملين في المطبعة ما هي الشيوعية ومن هو ماركس ولينين وماذا تعني البروليتارية ، انتمى الى الحزب واصبح مسؤول عن احدى المطابع السرية وعاش احداث ثورة 1958 في بغداد والنجف مع ابنه (كفاح) وزوجته ( حياة ) حتى انقلاب 8 شباط عام 1963 اضطر الى الاختفاء فعمل فلاح حدائق يتعرف على الشهيد ( حسن سريع ) شارك ( مظلوم ) في انتفاضة معسكر الرشيد، التي اعدم فيه الكثير من الضباط ومراتب، منهم الشهيد ( حسن سريع ) الذي علق جثمانه في مدينة الثورة.. بعدها عمل فلاحا في احد بساتين الاغنياء في الكاظمية بقي يقرأ الكتب سرا فقد عثر على كتب ثورية مدفونة في البستان الذي يعمل فيه، يتعرف بعد ذلك على شخصية مثقفة اسمه ( استاذ فريد ) بدأت الاوضاع تتحسن بعد استلام السلطة وطرد البعثين وجاء الحرس القومي .. طلب ( مظلوم ) من صاحب البستان ان يعمل في حديقة المنزل، وفر له ولزوجته سكن مجاني بقي فترة ترك العمل في الحزب الانشقاقات التي حصلت في صفوفه وكذالك اصابته بمرض السكر توفي (مظلوم) في يوم اعلان الجبهة الوطنية بين الحزب الشيوعي وحزب البعث في 17 تموز 1973ليواصل ولده ( كفاح ) عمله الحزبي فهو عائد من الاتحاد السوفيتي حاصلا شهادة دكتوراه يتعرف على الدكتورة ( احلام ) في الكلية ويتزوجها لكنها تقتل من قبل السلطات لعدم انتمائها الى حزب البعث وكون زوجها شيوعي، يقر ر( كفاح ) الهروب الى اهوار جنوب الناصرية بعد ان استلم السلطة (صدام ) 1979 بقي ( كفاح ) يناضل مع المقاتلين واشترك في انتفاضة 1991 بعد السيطرة على الانتفاضة لفشلها القي القبض عليه .. خرج من السجن بعد سقوط النظام عام 2003 حس بالخراب عندما شاهد القوات الامريكية وصور المعممين.. ( كفاح ) أفلت من يد الطاغية، فنحرته يد الارهاب على اثر انفجار قرب عربته لبيع اللبلبي في مسطر العمال.. احدهم سرق كتبه ومجاميعه الشعرية واصبح شاعراً مشهوراً خارج العراق.. في الجزء الثالث ( البياض الدامي ) نقد لكل الاحزاب التي تعاطفت مع الاحتلال ودخلت مجلس الحكم.. رواية حميد الحريزي بأجزائها الثلاث هي ادانة لمجمل سلبيات الواقع السياس والاجتماعي الماضي، كذلك هي نصرة الفقراء والمعدمين.. المكان حاضرا من الريف الى مدينة النجف ومدينة بغداد محطات صاخبة بالأحداث عبرت عن نضال الحزب الشيوعي في القضاء على التسلط والعبودية وبدأت الرواية ( محطات ) بنصرة الفلاح من الاقطاع وتحرير الفرد من الحرمان والطغيان مما جعل كادر الحزب الشيوعي يناضل من اجل العيش فكان البطل يبيع لبلبي في عربة وفلاح تارة اخرى لآنه لا يستطيع ان يترك عمله في الريف الذي ورثه من ابيه.. واجاد الروائي الحريزي في روعة سرد الاحداث التاريخية والتي عبرت عن الالم والحزن في فترة طويلة من تاريخ العراق التي جسدت فيها الشخصيات وقصص حياتهم بين الحب والحرب والالم والدموع والاعتقال والتهجير والقتل لتكون وثيقة مدونة للأجيال القادمة تقرأ ما مر به الشعب العراقي من مآسي، سرد اغلبه بكلام العامية، سيطر على الاجزاء الثلاثة، لها تأثير على المتلقي كونها اللغة التي يفهمها، جهد كبير قام به الروائي والناقد حميد الحريزي فيها الكثير من المصادر التي جاءت كهوامش اسفل الصفحات..


مشاهدات 195
الكاتب  أياد خضير الشمري
أضيف 2025/03/01 - 6:05 AM
آخر تحديث 2025/03/04 - 9:47 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 514 الشهر 2120 الكلي 10463069
الوقت الآن
الثلاثاء 2025/3/4 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير