الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
ذكرى حزينة

بواسطة azzaman

نبض القلم

ذكرى حزينة

طالب سعدون

 

اعرف الشاعر والدبلوماسي والاعلامي ارشد توفيق في بغداد منذ امد بعيد ..

كانت علاقتنا  يومذاك لا تتعدى السلام والتحية ، لكني اكن له احتراما وودا  وتقديرا وكأني اعرفه منذ سنوات طويلة او العمر كله ، وكانه من ( حارتنا ) منذ الطفولة الى ان شاءت الاقدارونلتقي في القاهرة في مصر العربية لسنوات .. عرفته فيها عن قرب انسانا بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى وطيبة وخفة روح ودماثة خلق  ومشروع لتقديم المساعدة لمن يحتاجها .. كان تقييمي للراحل ارشد توفيق عن بعد في بغداد على صواب وظهر اعمق بكثير من معرفتي البسيطة  البعيدة عنه  ..

على المستوى الشخصي والمهني .. اجاد وابدع  وهذا موضع اتفاق لكل من عرفه وزامله وكتب عن سيرته .. في الشعروالاعلام وفي الوظائف التي تقلدها  والدبلوماسية وفي علاقاته الانسانية والاجتماعية وتمثيل نفسه وبلاده اصدق تمثيل ..

كم من الشعراء مثلوا بلدانهم سفراء لها منهم الشاعر بابلو نيرودا الذي وصف بانه احد اعظم شعراء امريكا اللاتينية وصنف بانه من ابرز الناشطين السياسيين ووصفه غابريل غارسيا بانه من افضل شعراء القرن العشرين في جميع لغات العالم .. فقد عين سفيرا لبلاده في باريس ..

تشعر من اللقاء الاول  مع الراحل ارشد توفيق  ، وكأنه وجه مألوف وقلب قريب منك  وعقل ينبض بالحب والاحترام لمن معه ..

تنقل بين دول عدة ووظائف كثيرة الى ان استقر في الغربة ومات فيها ..

 لا اقول فوجئت عندما قرات خبر نعيه في  صحيفة ( الزمان )  في صفحتها الاولى .. اذ ليس في الموت مفاجأة   او دهشة .. لكن  وقع الخبر كان  كبيرا لانقطاع الاخبارعنه  بعد ان انشغلت في مرضي بالغسيل الكلوي  على مدى سنوات طويلة ..  فتوزعت ايامي  بين المستشفى والبيت وعيادة الطبيب  ..  وضعف كثيرا تواصلي مع الاصدقاء .. وهو في غربته ومرضه  ..

كان انسانا بكل ما تحمله الكلمة من معنى ورمزودلالة   ... من الذكريات الانسانية التي تظهر كم هو نبيل وانساني عند تسلمي خبروفاة ابني  (علي ) في حادث مروري وهو في طريقه الى  منطقة شرم الشيخ  في مصر لاداء عمل لشركته هناك ( من المصادفات ان تصادف ذكراه السنوية بعد ايام قليلة ) .. كان وقع الخبر على نفسي كالصاعقة .. لم اتمالك نفسي من الالم والبكاء يا لها من مصيبة حلت علي وانا اعيش الغربة عن الوطن وفقد وحيدي علي ...  

.. تأثر الفقيد ارشد توفيق  كثيرا  لخبر وفاة ولدي  علي وانهمرت الدموع من عينيه بغزارة وكأنه ابنه بالضبط او عزيز قريب الى قلبه وتلك هي الحقيقة في تعامله ..

ياله من مشهد ماساوي  .

هذه واحدة من الذكريات الحزينة  في حياتي التي لا تنسى ابدا ما حييت ...

رحم الله  الصديق العزيز ارشد توفيق وولدي علي .. مستقرهما الجنة ورضوان الله لما يحملانه من طيبة روح وانسانية عالية .. وانا لله وانا اليه راجعون ..

كلام مفيد :

سئل اعرابي : ما بال المراثي اجـــود اشـــــــعاركم ؟

اجاب  :  لاننا نقـــول واكبادنا تحترق ..

 

 

 

 


مشاهدات 156
الكاتب طالب سعدون
أضيف 2025/02/22 - 3:23 PM
آخر تحديث 2025/03/10 - 10:17 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 153 الشهر 5971 الكلي 10566920
الوقت الآن
الأربعاء 2025/3/12 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير