الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
المنطقة بين الحلول والنزاعات

بواسطة azzaman

المنطقة بين الحلول والنزاعات

جاسم مراد

 

كثيراً ما يتم الحديث عن المنطقة العربية خصوصاً والشرق الأوسط عموما ، فهناك أفكار وخرائط تطرح للمنطقة ، وكأن هذه المنطقة الحيوية من العالم ليس لها ما يكتب خصوصية خرائطها وشبكة علاقاتها مع محيطها وبينها وبين دول العالم ، لذلك نلاحظ دائماً هناك من ينبري الحديث عنها ، مثل الكيان الإسرائيلي على لسان نتن ياهو وقدم خرائط لهذه المنطقة خلال خطاباته في منصة الأمم المتحدة أو عن طريق خطاباته أمام الإسرائيليين ، وسبق ذلك شمعون بيرس رئيس وزراء إسرائيل الأسبق وكذلك كولدا ريزا رايس وزيرة الخارجية الامريكية الأسبق ، والان الرئيس الأمريكي ترامب الذي يطرح أفكار ومشاريع التهجير لشعب من ارضه التاريخية ، ومثل هذه الأفكار لم تحدث حتى في زمن اكثر الامبراطوريات قساوة والتي انتهت من التاريخ حاملة معها زمنها الاسود.

المشكلة هي بالأزمات التي تصدر للمنطقة ، وكأنها عادت لسياسة الاستعمار القديم التي يفرض فيها الكولونات على الشعوب والدول ما يعزز إرادات حاكمية البلاطات . الان بعد تمنيات نتن ياهو بفرض ارادته سياسة وقوات في ا لحرب على قطاع غزة ، ولم تتحقق تلك الامنيات ، يأتي الموقف الأمريكي بتهجير أبناء غزة من القطاع الباسل لقيم مشاريع عقارية وسياحية لمصلحة الشركات الامريكية المرتبطة بالسلطات العليا ، مثل هذا الموقف سيفتح المنطقة بمجملها نحو صراعات لا تنتهي لأنه ليس هناك جهة أو دولة أو شعب في الخارطة العربية يسهل أو يسكت أو يتماهى مع هذا الطرح ، بالإضافة الى الموقف الإسلامي والاوروبي ودول وشعوب أمريكا اللاتينية الرافضة لهذه الأفكار والطروحات .

لا أحد في هذه الكونية يتنكر لحق الشعب الفلسطيني في ارضه وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، تلك الحقوق التي ضمنتها مقررات ومواثيق الأمم المتحدة وكل هيئاتها ومنظماتها ، وإن الجهة الوحيدة المتوغلة بالعقلية العنصرية التي ترفض هذا الحق هي إسرائيل ومعها عنصريو أمريكا ، وتلك المواقف لايمكنها بالمطلق أن تغير من تمسك الشعب العربي بفلسطين وحقوق شعبها في الأرض المسلوبة ولا تقلل من الالتزام الرسمي العربي بحل الدولتين ، وكل ما يطرح من مشاريع وأفكار خارج اليات المفهومين الرسمي والشعبي العربي هو تصعيد للصراع واشكالية حقيقية لمنطقة الشرق الأوسط .

                                  قمة الرد العربي

القمة العربية القادمة هي الاختبار المؤكد أمام إسرائيل والولايات المتحدة الامريكية ومنظومة دول العالم، فمنها تتحدد وتتوضح مواقف الدول ، فهذه القمة لأهميتها القومية والوطنية والإنسانية يتم فيها تأكيد المؤكد العربي لا للتهجير ولا للتخلي عن إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس ولا لإقامة العلاقات مع إسرائيل بدون إنجاز هذه الثوابت العربية ولا للإستيطان ومع مقررات وقوانين الأمم المتحدة المتعلقة بالقضية الفلسطينية ، وكل ماعدا ذلك تصبح ماسبق من اتفاقات وعلاقات مهددة ، وان الشعب الفلسطيني وكافة قواه هو المعني بتحديد مسارات العمل السياسي الفلسطيني وفي المقاومة نحو التحرير . هذا الموقف العربي الرسمي يؤكد المؤكد للمواقف والقمم العربية السابقة ، لكنه في هذه المرة يتوجب أن يكون اكثر صرامة ووضوح في الرد على الاطروحات الإسرائيلية التي تستهدف طرد الشعب الفلسطيني من ارضه التاريخية ، والرد ايضاً على كل الأفكار التي تستهدف القضية الفلسطينية والدول العربية على حد سواء.

تبقى هناك قضية وهي جوهر المواقف ، تلك القضية مرتبطة بالفلسطينيين انفسهم ونعني بذلك السلطة في رام الله والمنظمات على اختلاف تنوعاتها ، وهي أنه لابد قطعياً من الاتفاق على العمل المشترك عبر تكوين قيادة وطنية موحدة تقود مسارات العمل وتحاكي الدول والمنظمات عبر سلطة تمثل الفلسطينيين وتنهي هذا الاختلاف والتناقض لكون المرحلة لا تحتمل ذلك ولا أحد من دول العالم وحتى منظومة الدول العربية يمكنها أن تكون في الموقف القوي المساند لهذه القضية إذا كان أهل الوطن منقسمين ويتنازعون على المواقف والمواقع هي بالأساس لا يملكونها ، فلا بد من انجاز ما اتفق عليه في القاهرة وموسكو وتشكيل القيادة الوطنية الموحدة وإلى ذلك ينتظر الشعب الفلسطيني المبادرة والموقف الشجاع لتحقيق هذه المهمة المركزية  .

 

 

 

 

 


مشاهدات 158
الكاتب جاسم مراد
أضيف 2025/02/17 - 1:12 AM
آخر تحديث 2025/02/20 - 11:28 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 34 الشهر 11261 الكلي 10406632
الوقت الآن
الجمعة 2025/2/21 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير