ديزني ترسخ العودة لدفء العائلة
موانا 2 يبحث عن القيم عن طريق شخصية فتاة
الموصل - سامر الياس سعيد
من الافلام الحديثة التي تلفت انتباه المتابع فيلم للرسوم المتحركة بعنوان (موانا 2) الذي يعد اضافة للفيلم بالعنوان ذاته والذي صدر عام 2016 بشخصية الفتاة موانا السمراء التي تنتخبها امتها للدفاع عنها ضد كل الاعداء المفترضين فتبرز من خلال السيناريو عودة للقيم والمباديء الاخلاقية التي تفرضها الازمات . ورغم عرضه الاول قبل نحو شهرين ونصف الشهر الا انه ما زال يتصدر الافلام المعروضة على شاشات السينما حيث حظيت بمتابعته من على شاشة سينما دهوك قبل نحو اسبوع . وتنجح موانا بصحبة صديقها ماوي في تجسيد ملحمة انسانية مهمة تتجسد في اكتشاف جزيرة مغمورة والعمل على رفعها بعد ان غمرها احد الاشرار وتبدع الممثلة اولي كرافايو في منح صوتها لشخصية الفيلم موانا فيما يتخذ شخصية البطل الثانوي ماوي صوت الممثل دوين جونسون .ورغم كل ما يثار عن واقع امريكا المترع بالكثير من الغرائب والابتعاد عن المسار الحقيقي للانسانية فان الفيلم المذكور يعد تغريدا خارج السرب نظرا للقيم التي يحملها والرسائل التي تبثها قصة الفيلم والتي تلفت انتباهك وتجعلك تقارن بين ما تمرره مواقع التواصل عن امريكا التي تحمل كل ما هوبعيد عن القيم الاخلاقية ليلفت انتباهك الفيلم وهو يجند موانا الصغيرة التي تحمل بعدا انسانيا مهما من خلال التصاقها بعائلتها وحبها لابناء شعبها فيما يقدم الفيلم صورا سلبية لمن يحب الكسل او التهاون لينفض عنه الغبار وهو يواجه الازمات ليثبت ان بداخلخ انسانا اخر ينبض بالحب من جديد .ورغم ان الفيلم ينطلق بموانا التي تتجول في جزيرة مجهولة بحثا عن ارتباطات تعيدها لسلسلة شعبها فتعثر بالمصادفة على جرة فخارية مكسورة فيها تجسيد لرموز تظهر جزيرة فتبحث عنها بعد ان ياتيها اشعار من السماء بضرورة البحث عن الجزيرة التي تكتشفها انها غمرت تحت جوف المحيط فتشكل فريقها من عجوز مغرم بالزراعة لكنه يتسم بالكسل والتذمر اضافة لشخص اخر رومانسي حالم وكانه يجسد الفرضية في ان مهما اتصف الانسان بصفات شتى لكنه لابد له ان يتسم بالانسانية التي تنطلق في خضم الازمات لتفرز شخصا اخر وروحا اخرى . وفيما اغلب الافلام التي تنتجها هوليود تبحث عن مجتمع متفكك تغيب عنه الاطر السلوكية الملتزمة يبرز الفلم المذكور مجسدا صلة العائلة واثرها ومع ذلك ومع الانكسارات التي تتعرض لها موانا فانها تلوم نفسها كونها هي من تلتزم بها العائلة والقبيلة في ان تتمسك بمهمة البحث عن الاصول الاخرى التي تربط شعبها فتجدها في جزيرة مليئة بحبات جوز الهند فتنتخب منهم من يساعدها في مهمتها بعد ان تواجه الكثير من الازمات في تلك الجزيرة التي يشغل بال كبيرها البحث في ذات المهمة فتتلاحم الاهداف مثلما تتلاحم الاهداف في مخيلة الطفل لتشكل طموحا رئيسيا وهو العمل على تحقيق النجاح والابتعاد عن الكسل وعدم الاكتفاء بالاحلام لابل العمل على تحقيقها بكل ما اوتيت من قوة . مثل تلك الافلام تعد مهمة لتشكيل فكر الاطفال لما تسهم به من تحقيق عدة اهداف وخواص ابرزها الالتصاق بالعائلة والعمل على ترسيخ دفء العائلة في سبيل ارضائها والعمل برغبات كبيرها اضافة للعمل بذات الشيء مع افراد العائلة دون ان تسعى مواقع اليوتيوب عبر الهواتف النقالة وغيرها من التقنيات الحديثة لترسيخ ثقافة العنف التي تستشري فتجد ملاذها الاوحد في ساحات المدارس دون ان تتمكن الهيئات التعليمية من فرض سطوتها لزرع بذور المحبة بين التلاميذ وبالتالي الحد من ثقافة العنف التي تستشري يوما بعد اخر دون بوادر للردع والعقاب .