طاولات مستديرة لبحث الهجمات الألكترونية
قادة وروّاد في قطاع التكنولوجيا يعقدون قمّة الذكاء الإصطناعي
باريس - سعد المسعودي
على مدى يومين «الأثنين والثلاثاء» الماضيين ناقش قادة وسياسيون في مجال التكنلوجيا في القمة الدولية ( الذكاء الاصطناعي) ،والتقى في هذه القمة نحو 1500 شخصيه سياسية بارزة، من بينهم نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، ونائب رئيس الوزراء الصيني تشانغ قوه تشينغ، إلى جانب نخبة من كبار الأسماء في مجال الذكاء الاصطناعي.
وتسعى باريس لاستغلال موقعها كعاصمة الذكاء الاصطناعي و لتسليط الضوء على قدراتها وإمكانياتها المهمة في هذا المجال، رغم الريادة الأميركية والجهود الصينية للتحدي على المركز الأول، كما للتذكير بأن فرنسا والاتحاد الأوروبي ينافسان بقوة في هذا السباق وناقش المجتمعون فرص هذه التكنولوجيا ومخاطرها من خلال طاولات مستديرة تطرقت إلى «الهجمات الإلكترونية وسلامة المعلومات»، والذكاء الاصطناعي والعلوم ومستقبل العمل. كما بحثت الجهات الفاعلة الرئيسية مسألة الأدارة العالمية للذكاء الأصطناعي بهدف السيطرة على التجاوزات المحتملة له من دون أعاقة تطوره . و تم تناول تنظيم هذه التكنولوجيا التي أحدثت ثورة سريعة في كثير من المجالات بينما تحاول كل دولة الإفادة منها. وقال احد منظمي القمة «سيكون للذكاء الاصطناعي تأثير على عالم العمل»، مضيفا «إنه أمر نتحدث عنه منذ فترة»، داعيا إلى إعداد العمال بشكل أكبر لهذه التطورات.وأضافت» في-في لي» المتخصصة في مجال الكومبيوتر والباحثة في جامعة ستانفورد الأميركية، «علينا أن نسأل أنفسنا ما إذا كان بإمكاننا إنشاء ذكاء اصطناعي يكون قوة من أجل الصالح العام». وناقش المجتمعون فرص هذه التكنولوجيا ومخاطرها من خلال طاولات مستديرة ستتطرق إلى «الهجمات الإلكترونية وسلامة المعلومات»، و»الذكاء الاصطناعي والعلوم» و»مستقبل العمل». ,وتبحث الجهات الفاعلة الرئيسية في القطاع مسألة الإدارة العالمية للذكاء الاصطناعي، بهدف السيطرة على التجاوزات المحتملة له، من دون إعاقة تطوره. وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد أعلن عشية القمة أن «فرنسا ستستقطب استثمارات بـ 109 مليارات يورو في السنوات المقبلة»، مشيرا إلى أنه «يعادل بالنسبة لفرنسا ما أعلنته الولايات المتحدة في ما يتّصل بستارغيت. النسبة هي نفسها».
وتمتلك فرنسا حاليًا أكثر من 300 مركز بيانات، ما يجعلها في المرتبة السادسة عالميا من حيث عدد هذه المراكز، بعد الولايات المتحدة وألمانيا والمملكة المتحدة والصين وكندا، وفقا لتقرير صادر عن المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي . وتحدث مسؤولون تنفيذيون كبار مثل سوندار بيتشاي الرئيس التنفيذي لشركة ألفابت وألتمان أيضا خلال القمة. كما يتوقع أن تتحدث الوفود عن إدارة احتياجات الذكاء الاصطناعي الهائلة من الطاقة وسط الاحتباس الحراري الذي يشهده الكوكب، وكذلك عن الذكاء الاصطناعي في الدول النامية. ويجري مناقشة إصدار بيان غير ملزم. وتضمنت أجندة اليوم الأول مؤتمرات وحلقات حوار تسلط الضوء على الحلول التي يوفرها الذكاء الاصطناعي. أما في اليوم التالي، فعقدت جلسة عامة تجمع قادة الدول والحكومات إلى جانب شخصيات دولية بارزة، بهدف مناقشة مختلف القضايا المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، سواء كانت دبلوماسية، سياسية، اقتصادية، أخلاقية، أو قانونية.واتسمت القمتان السابقتان بمحاولات لكبح جماح الذكاء الاصطناعي ووضع ضوابط له.
لكن الاستثمارات الهائلة التي أُعلن عنها في الآونة الأخيرة خاصة من الجانب الأميركي، فرضت على صناع السياسات في الاتحاد الأوروبي اتباع نهج أخف حذرا في التعامل مع الذكاء الاصطناعي للمساعدة في إبقاء الشركات الأوروبية في سباق التكنولوجيا.
وأعلنت ثماني دول من بينها فرنسا إطلاق مبادرة بتمويل قدره «400» مليون دولار بهدف دعم «ذكاء اصطناعي يخدم المصلحة العامة». ويأمل الشركاء من هذا المشروع الاستثمار في أدوات وبنى تحتية مفتوحة المصدر لجعل الذكاء الاصطناعي أكثر شفافية وأمانا، من خلال الوصول إلى قواعد بيانات خاصة وعامة في مجالات مثل الصحة والتعليم.وأعلنت أكثر من 60 شركة كبيرة الاثنين إطلاق تحالف يهدف إلى جعل أوروبا «رائدة عالميا» في مجال الذكاء الاصطناعي وتبسيط الإطار التنظيمي الأوروبي «بشكل كبير».
وعرَض هذا التحالف الذي أطلق عليه «مبادرة أبطال الاتحاد الأوروبي للذكاء الاصطناعي» في قصر الإليزيه أمام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون و15 رئيس دولة وحكومة أوروبيين آخرين ورئيسة المفوضية الأوروبية، وفق ما أعلن المروّجون له في بيان.