تعزيز التفوق القاري
عبد الحكيم مصطفى
يخوض منتخب شباب العراق تحدياً قارياً جديداً من خلال المشاركة في نهائيات أمم آسيا تحت 20 عاماً التي ستجري في الصين في الثاني عشر من شباط الحالي ولغاية الأول من آذار المقبل .. منتخب الشباب يخوض أولى مبارياته في نهائيات البطولة أمام كوريا الشمالية .. تم اعداد المنتخب تحت قيادة المدرب الناجح عماد محمد بعيداً عن اضواء الاعلام ، وكان هذا في صالح المدرب واللاعبين و الاتحاد ايضاً .. المدرب عمل بصمت لافت للنظر تماماً كما فعل في البطولة السابقة التي فاز بمركز الوصيف فيها بعد خسارته في المباراة النهائية امام اوزبكستان وتاهل الى نهائيات كاس العالم الي جرت في الارجنتين وكان انجازا كبيرا للمدرب المحلي الذي عاني في السنوات القريبة الماضية ، من نقد وسائل الاعلام المحلية التي وصفته بغير المواكب لجديد التدريب ومتغيراته .. الكابتن عماد محمد شّكل في البطولة الماضية ، والحالية أيضا ، منتخبا مختلفا عن كل المنتخبات التي شاركت في بطولات شباب اسيا في العقود الاخيرة من جهة نوعية اللاعبين ، حيث اعتمد على وجوه معظمها غير مجربة ، وغير مرشحة من بطولة دوري اندية العراق لفئة الشباب .. نعم تصدر مجموعة تضم السعودية والأردن وكوريا الشمالية المجموعة ، مهمة صعبة بلا شك على المدرب واللاعبين على حد سواء . ولكن يبقى منتخبنا مرشحاً فوق العادة ليس لتصدر مجموعته وانما الذهاب بعيداً في البطولة ، للفوز باحد المراكز الثلاثة الاولى ، اذ يقول محلل فني ، ان المنتخبات التي تلعب امام منتخبنا هي التي يجب ان تخشانا وليس العكس .
ونفترض غالباً بان المنتخبات التي نلعب امامها هي الافضل استعداداً من منتخبنا للبطولة القارية ، ولكن هذا الافتراض ليس في محله دائماً ، حيث ان منتخب الشباب لعب ثلاث مباريات امام تايلند وكوريا الجنوبية ، وفريق نادي كاسيتسات التايلندي قبل دخول البطولة ، فاز في اثنتين وتعادل مع كوريا الجنوبية ، وكانت هذه المباريات ، فرصة لوقوف مدرب المنتخب الكابتن عماد محمد على مستوى اداء اللاعبين ، وبناء تصورات تكتيكية فاعلة .
ومع منتخب الشباب الحالي هو ليس نتاج دوري منظم يقيمه الاتحاد العراقي لكرة القدم وان معظم لاعبي المنتخب لم يخوضوا العدد الكافي من المباريات الرسمية ، ليتأقلموا مع جو المنافسات ، الا ان المدرب المتمرس عماد محمد تغلب في البطولة السابقة على هذه المشكلة غير السهلة ، بتكثيف الوحدات التدريبية ، وزج فريقه في مباريات ودية عديدة اسهمت في رفع كفاءة اللاعبين من زاويتي اداء المهارات الحركية الاساسية واللعب كمجموعة منسجمة ، ولجأ في مرحلة الاعداد لهذه البطولة الى الطريقة ذاتها .
ويرى البعض ان مطالبة منتخب الشباب الحالي بتحقيق المردود الايجابي ذاته الذي حققه في البطولة السابقة ، ضغط غير مسوغ يجب ان لا يمارس على المنتخب في هذا التوقيت .. أنا لست ضد هذا التوجه ، ولكن منتخب العراق هو من أقطاب اسيا على مستويات الناشئين والشباب والاولمبي والمتقدمين ، وكل لاعب في منتخب الشباب يعرف هذه الحقيقة تماماً ، ومركز الوصيف الذي وصل اليه منتخب الشباب في البطولة الماضية ، هو ضغط ايجابي ، بلا شك على المنتخب الحالي الذي يمثلنا في البطولة الحالية ، وليس العكس .