متابعة كاظم بهية
احتضن المسرح الوطني محمد الخامس في مدينة الرباط، معرضًا فنيًا فرديًا للفنانة التشكيلية المغربية هدى بنجلون تحت عنوان “أصداء”.
المعرض الذي شمل 45 عملًا فنيًا بأحجام متنوعة، جاء ليعكس مسيرة فنية غنية ومتجددة، ليكون المعرض الرابع في سلسلة معارضها الفردية التي قدمتها خلال السنوات الماضية.
كما تميزت هذه الأعمال بتقديمها قضايا بيئية وإنسانية، حيث مزجت بين الواقع والخيال بأسلوب فني حديث، ملتزمة بمفهوم الفن التشكيلي المعاصر الذي يعكس رغبتها المستمرة في الإبداع.
تعتبر الفنانة هدى بنجلون من أبرز الأسماء في الساحة الفنية المغربية، حيث استطاعت من خلال هذا المعرض أن تبرز بصمتها الخاصة في عالم الفن التشكيلي، التي لا تتشابه مع غيرها من الأعمال، فاللوحات التي عرضتها تنبض بالحياة والتعبير، وتنقل مشاعر الإنسان في مواجهة قضايا البيئة، الأمومة، والحفاظ على الكائنات الحية. وكما صرحت بنجلون لـ الزمان، فقد كانت أعمالها في هذا المعرض تتناول دلالات إنسانية وفلسفية، تلامس جوهر الوجود والطبيعة، عبر خيال مبتكر وآسر. وفي تصريحها عن المعرض، قالت بنجلون: “اللوحات في هذا المعرض تحمل رسائل عميقة تتعلق بالوجود، والطبيعة، والإنسان، حيث مزجت بين الواقع والخيال لتقديم تجربة فنية متجددة، تعتمد على استلهام الأفكار من بيئتي ومن وحي خيالي الفني.”
من جهته، أشاد الناقد التشكيلي الحسن مرزوق بتجربة الفنانة، حيث أكد أن أعمال بنجلون تتناول موضوعات ذات طابع فلسفي وإنساني عميق، منها التأمل في الوجود وحماية البيئة، مشيرًا إلى أن الفنانة قدمت لوحات تتناول قضايا مجتمعية مثل الأمومة وأهمية دور الأم في الأسرة، إلى جانب اهتمامها بالبيئة والحيوانات البرمائية. كما تميز المعرض بلوحتين خاصتين: الأولى بعنوان “أسرار عمق البحر” التي تأخذ الزوار في رحلة إلى أعماق المحيطات، والثانية “إبداع في السماء المفتوحة على ارتفاع 900 متر” التي تعكس تأثير ضوء الشمس على الألوان البحرية وأهمية الحيوانات البرمائية في هذا السياق.
وتجسد هذه الأعمال سعي الفنانة المستمر نحو تقديم أفكار مبتكرة ومعاصرة، مدفوعة برغبتها في الوصول إلى آفاق جديدة في الفن التشكيلي، فالحديث عن هذه الأعمال لا يقتصر على التأثر بالفن فحسب، بل على قدرتها على تحفيز الفكر والوجدان في آن واحد، لتتربع بذلك بنجلون على قمة الإبداع الفني في المغرب.
في المعرض، يشعر الزائر بصدق وعمق العمل الفني، إذ تبرز لوحات الفنانة بنجلون كأصوات تردد أصداء الطبيعة والوجود عبر خطوط وألوان تنبض بالحياة. هذه التجربة الفنية التي قدمتها هي نافذة جديدة أمام الجمهور ليروا العالم من منظور مختلف، حيث تمزج بين الفن والتعبير الإنساني والبيئي في تناغم فني بديع.