إنتخابات لا تشبه سابقاتها
عبد المنعم الاعسم
انتخابات نهاية العام الجاري لن تشبه سابقاتها من الانتخابات التي نعرفها. الابطال منكسرون. خائفون. متخاصمون. بيوتهم متصدعة، وحماسهم مشوب بانعدام الثقة. في كل جمهوريات الموز (الفاشلة) في العالم يبدأ شراء الذمم والاصوات مع بِدء الحملة الانتخابية، ولدينا (انظروا) بدأ المزاد قبل عام من الاذن بحملات الدعاية، بتكوين البطانات، واطلاق اسعار الولاءات، وتوقيع التعهدات وصكوك الغفران والقَسَم واغلض الحلفان، بالاحرف الاولى، بترتيب من اصحاب بنوك الاصوات، وبحضور ادعياء دين احترفوا تسويق المهزلة، وذلك بموازاة حملة دعائية ضروس، من دور العبادة، لجهة ترويج الزعامات الموغلة بالفساد والتخلف والغطرسة محاطة بوجوه من الاعوان، تبدو جديدة، لكن الناس العارفين بالسِير والانساب اغلقت انوفها لدى ذكر اي واحد منهم.
الى ذلك يتواصل على الخفيف، وبوسائل مخاتلة، زخم التصريحات الاستعراضية المحمولة بمكرمات مغشوشة للسكان المحرومين من الخدمات والعيش اللائق والسكن الانساني، جنبا الى جنب مع فيضان من الشائعات والروايات، واخبار وفيرة عن تغيير المواقع والولاءات وبيع المناصب وإزجاء الوعود في سوق الخردة والمزايدات.
ويتابع المواطنون كثرة الولائم الباذخة والمسبقات التلفزيونية الموسرة، وعذر اصحابها ان خسارة هذه الانتخابات، حصرا، تعني خسارة قنوات وحظوظ ونِعم كثيرة، وان كسبها يُبقي المخاوف في الاسطبل مع عَلَف رخيص، وان حساباتم صحيحة، وسفنهم لم تخطئ المسار.
في انتخابات الدول الديمقراطية، يظهر المتنافسون متصالحين مع المواطنين.. لا مذعورين منهم. يوعدونهم.. لا يرشونهم.