شعلة في الظلام
ثامر مراد
هيبة الماضي تقترب مني كصديقٍ عائدٍ بعد غياب طويل. كل زاوية من الذاكرة تنبض بصوت الأحبة، وكل دربٍ أراه يعيدني إلى أحلامٍ كانت تسكن قلبي يومًا. الماضي ليس مجرد زمنٍ مضى، بل هو وطنٌ من الحنين، تنسج أيامه تفاصيل لا تنسى، وتترك في الروح أثرًا لا يزول.
أتساءل: كيف غابت عن ذاك الزمن أنوار لياليه؟ كيف تبدلت أحلامه الندية إلى صمتٍ ثقيل؟ لكنه، رغم كل شيء، يبقى مهدًا للحب الصادق وصفاء النفوس. كان الماضي نسيمًا يحملنا برفق، وعزفًا متناغمًا على أوتار الألفة.
والآن، في الحاضر الذي يJJJJJبدو قاسيًا كجبالٍ صامتة، أجد نفسي أعود إلى ظلال الماضي. أحتسي ذكراه كنبعٍ يروي عطش الروح، ويضيء لي في ليالي الوحدة. إنه يهمس لي بأن الأمل لا يمJJوت، وأن الصبر حليف القلوب المثقلة بالجروح.
الماضي ليس مجرد ذكرى، إنه شعلة في الظلام، يوقظ في داخلي القوة والإصرار.
كلما تعانقني هيبته، أشعر أنني ما زلت أملك الجذور، وأن النهر الذي يربط روحي بعالم الأحلام لا يزال يجري، يحمل معه سر الحياة.