الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
وكالة الطاقة: العقوبات تؤثر على إمدادات النفط الإيرانية والروسية

بواسطة azzaman

فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة تتشاور مع أمريكا حول مستقبل إيران في سويسرا

وكالة الطاقة: العقوبات تؤثر على إمدادات النفط الإيرانية والروسية

باريس - سعد المسعودي - أ ف ب:

 أدى فصل الشتاء إلى ارتفاع الطلب العالمي على النفط فيما قد تسبب العقوبات الأميركية الجديدة على روسيا وإيران بتراجع الإمدادات من البلدين، بحسب ما أكدت الوكالة الدولية للطاقة الأربعاء.وأعلنت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي عن عقوبات واسعة النطاق على قطاع الطاقة الروسي تستهدف أكثر من 180 سفينة وشركتين رئيسيتين هما «غازبروم نفت» و»سورغوتنفتغاز».جاءت الخطوة بعد شهر على توسيع واشنطن نطاق عقوباتها على «الأسطول الشبح» الإيراني للسفن التي تبيع النفط بشكل غير شرعي إلى الأسواق الأجنبية.وقالت الوكالة الدولية للطاقة ومقرها باريس في تقريرها الشهري عن أسواق النفط «بينما ما زال من المبكر جدا تحديد حجم التأثير المحتمل لهذه الإجراءات بالكامل، تفيد تقارير بأن بعض المشغلين بدأوا بالفعل الابتعاد عن النفط الإيراني والروسي».وأضافت «نحافظ على توقعاتنا للإمدادات للبلدين إلى أن يتوضح التأثير الكامل للعقوبات بشكل أكبر، لكن الإجراءات الجديدة يمكن أن تؤدي إلى تشديد أرصدة الخام والمنتجات».ذكرت الوكالة الدولية أن العقوبات أدت إلى ارتفاع أسعار النفط لتتجاوز 80 دولارا للبرميل هذا الشهر، مضيفة أنها ارتفعت أكثر بفعل التكهنات بأن يتخذ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب «موقفا متشددا» حيال الصادرات النفطية الإيرانية.وقالت الوكالة إن الطلب العالمي على النفط سجل نموا أكبر من المتوقع في الأشهر الثلاثة الأخيرة من 2024 ليصل إلى «أعلى مستوياته» منذ الفصل الرابع من 2023.وأفاد التقرير بأن «تراجع أسعار الوقود وازدياد برودة الطقس في النصف الشمالي من الكرة الأرضية ووفرة المواد الخام الداخلة في الصناعات البتروكيمياوية اجتمعت معا لزيادة الاستهلاك».وازداد الطلب بـ1,5 مليون برميل يوميا في الفصل الرابع من 2024، أي أعلى بـ260 ألف برميل يوميا من توقعات الوكالة الدولية للطاقة.وعلى مدى العام بأكمله، تفيد التقديرات بأن الطلب على النفط وصل إلى 102,9 مليون برميل يوميا، أي أعلى بقليل من الزيادة المتوقعة البالغة حوالى 940 ألف برميل يوميا منذ 2023.وأكدت الوكالة بأنها تتوقع الآن أن يصل الطلب إلى حوالى 104 ملايين برميل يوميا في 2025، مقارنة مع 1,05 مليون برميل يوميا منذ 2024.

محادثات مجدية

من جهة اخرى بدأت إيران والقوى الاوروبية الرئيسية (فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة) في سويسرا مساء الإثنين ولمدة يومين محادثات «جدية وصريحة وبناءة» حول البرنامج النووي الإيراني، قبل أسبوع من عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.وتجرى هذه المحادثات بعد أقلّ من شهرين على مفاوضات أحيطت بالتكتّم بين إيران وممثلين عن الدول الأوروبية الثلاث في جنيف، في وقت يبدي فيه الغرب مخاوف حيال تقدم برنامج طهران النووي.وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الطالبية «إيسنا» أنّ «نائب وزير الخارجية الإيراني ماجد تخت روانجي اجتمع مع نظرائه في المجموعة الثلاثية (ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة) مساء الإثنين».وأضافت أنّ الدبلوماسيين الأربعة «بحثوا في القضايا ذات الاهتمام المشترك وخصوصا المفاوضات بشأن رفع العقوبات والملف النووي والوضع المقلق في المنطقة» من دون تقديم مزيد من التفاصيل.وفي وقت لاحق وصف نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون الدولية كاظم غريب آبادي المباحثات بأنها «جادة وصريحة وبناءة».وقال في منشور على منصة إكس «لقد ناقشنا أفكارا تتضمن تفاصيل معينة في مجالي تخفيف العقوبات والنووي الضرورية للتوصل إلى اتفاق».وأضاف أنّ «الأطراف اتّفقت على ضرورة استئناف المفاوضات وعلى أنه من أجل التوصل إلى اتفاق، على جميع الأطراف توفير مناخ مناسب والحفاظ عليه. واتّفقنا على مواصلة حوارنا».من جهتها، أكّدت وزارات خارجية الدول الأوروبية الثلاث في منشور متطابق على حساباتها في منصة إكس أنّ «المدراء السياسيين البريطاني والفرنسي والألماني التقوا مجدّدا مع نظرائهم الإيرانيين في جنيف اليوم» الإثنين.وأضاف المنشور الأوروبي أنّ «المناقشات كانت جادّة وصريحة وبنّاءة. بمواجهة سياق صعب، ناقشنا مخاوفنا وأكّدنا التزامنا التوصل إلى حلّ دبلوماسي، واتفقنا على مواصلة حوارنا». قبل أيام  من عودة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، والذي توعد بتطبيق سياسة «ضغوط قصوى» على إيران، تستضيف سويسرا محادثات بين إيران من جهة، وفرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة من جهة أخرى، حول البرنامج النووي الإيراني، بعد تقارير عن تقدم طهران في انتاج سلاح نووي.

وتأتي تلك المحادثات التي أوضحت الخارجية الألمانية أنها «ليست مفاوضات» فيما ذكرت إيران أنها مجرد «مشاورات»، بعد لقاءات كانت قد تمت في تكتم شديد قبل شهرين في جنيف، للوصول إلى «حل دبلوماسي» حيال تقم برنامج إيران النووي

وقالت وزارة الخارجية الفرنسية إن اجتماع الاثنين هو «مؤشر إلى أن دول الترويكا الأوروبية تواصل العمل من أجل التوصل إلى حل دبلوماسي للبرنامج النووي الإيراني الذي يطرح مستوى تقدمه مشكلة بالغةللدول الاوروبية والعالم .

رفع العقوبات

وقال إسماعيل بقائي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، الإثنين 13 كانون الثاني/ يناير 2025، أن المحادثات يتوقع أن تستمر يومين، وستتناول «مجموعة واسعة من المواضيع»، موضحا أن طهران «هدفها الرئيسي هو رفع العقوبات عن إيران» لذا الوفد الإيراني «يستمع إلى المواضيع التي تريد الأطراف الأخرى بحثها».

وكانت طهران أعلنت في مطلع كانون الأول/ديسمبر عن البدء بتغذية أجهزة طرد مركزي جديدة في موقع فوردو، «ما من شأنه على المدى الطويل إحداث زيادة كبيرة في معدل انتاج اليورانيوم المخصب عند مستوى 60 بالمئة»، وفق الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وفي رسالة إلى مجلس الأمن الدولي في كانون الأول/ديسمبر، أعربت فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة عن «قلقها» الكبير، وحضت الجمهورية الإسلامية على «وقف تصعيدها النووي على الفور»، كما ناقشت الدول الثلاث احتمال تفعيل آلية إعادة فرض العقوبات على إيران لمنعها من امتلاك السلاح النووي

واعتبر الرئيس الفرنسي إيمانيول ماكرون، الأسبوع الماضي، أن إيران تشكل «التحدي الإستراتيجي والأمني الرئيسي» في الشرق الأوسط، محذرا من «تسارع برنامجها النووي»

ومن جانبه كان قد أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي مؤخرا أن بلاده «ستوجد المزيد من الثقة بشأن الطبيعة السلمية» لبرنامجها النووي مقابل رفع العقوبات

كما أعرب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان منذ تولي مهامه في آب/أغسطس، عن رغبته في إجراء مفاوضات جديدة لإحياء الاتفاق النووي بين بلاده والدول الغربية، ساعيا إلى تخفيف العقوبات على بلاده لإنعاش اقتصادها

فمنذ أن قرر ترامب خلال فترة رئاسته الأولي، الانسحاب بشكل أحادي من الاتفاق في 2018، وفرض عقوبات مشددة على الجمهورية الإسلامية، تضرر الاقتصاد الإيراني بشكل كبير

وبحسب الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فإن إيران هي الدولة الوحيدة في العالم التي تخصب اليورانيوم بنسبة 60 بالمئة من دون أن تمتلك سلاحا ذريا، وببلوغ إيران عتبة التخصيب إلى هذا المستوى تقترب من نسبة 90 بالمئة اللازمة لصنع سلاح نووي.


مشاهدات 64
أضيف 2025/01/15 - 10:09 PM
آخر تحديث 2025/01/16 - 11:04 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 233 الشهر 7233 الكلي 10197198
الوقت الآن
الخميس 2025/1/16 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير