أبعاد ودلالات زيارة السوداني لبريطانيا

مجاشع التميمي

تعد زيارة رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني إلى المملكة المتحدة غاية في الأهمية لأنها تأتي في وقت حساس تمر به المنطقة وفيها تطورات للأحداث في غزة ولبنان وسوريا، وهي أيضا تأتي في إطار مساعي الحكومة العراقية لتفادي أي مواجهة في موضوع الفصائل العراقية مع الولايات المتحدة التي تمارس ضغوطا  على الحكومة العراقية.

ساحة عراقية

‏هذه الزيارة تكمل أهميتها في أن المملكة المتحدة لها وزنها سواء مع القارة الأوروبية او في أمريكا خاصة وأن العالم ينتظر قدوم الرئيس الأمريكي المقبل دونالد ترامب وهناك أمور تدور في الساحة العراقية تطرح في الاجتماعات غير المعلنة بشأن التحديات التي ستواجه العراق مع قدوم ترامب وقد تساهم لندن في تقريب وجهات النظر مع الجانب الأمريكي في القضايا الحساسة وقبل مجيء ترامب إلى البيت الأبيض وبالتالي فإن هذه الزيارة هي مهمة جدا للداخل العراقي  اقتصاديا ‏اعتقد أن العراق والمملكة المتحدة لديهما فرصة مناسبة للاستفادة من الإمكانيات المتوفرة للبلدين ، ففي العراق هناك فرص استثمارية كبيرة وبريطانيا لديها ازمة ركود الاقتصادي لذلك فان عملية تنشيط حركة الشركات البريطانية في السوق العراقي مهمة جدا،  والعراق ومن خلال السوداني يمكن أن يطرح عدة قضايا تشجع الشركات على العمل في العراق ، فرئيس الوزراء طرح عدة ملفات منها التحتية والمشاريع الاستثمارية المتعلقة بالطاقة، وأعتقد أن بريطانيا يمكن أن تساهم بذلك.إذن المتغيرات الدولية بدأت تفرض نفسها والعراق يعاني من ازمة السلاح، وربما يكون هناك تهديدات ضد كل من يرفض تسليم السلاح والانخراط بالدولة ومؤسساتها الدفاعية، ولهذا فإن الأمر ليس خيارا، بل هو واقع حال يجب أن تتخذ فيه قرارات .

مقاومة عراقية

 وأعتقد أن القوى السياسية بدأت تتفهم أن المنطقة تتغير وأن هناك جدية في التفاعل مع قضية السلاح خارج سلطة الدولة وربما السوداني سينقل وجهات النظر المقربة من فصائل المقاومة العراقية إلى المسؤولين البريطانيين وخاصة في موضوع استهداف تلك الفصائل أو إضعافها وهذه وجهة النظر ستكون لها مقبولية لدى المسؤولين البريطانيين الذين لهم وجهات نظر ويعرفون حجم التهديد التي تتعرض لها فصائل المقاومة العراقية وحتى المجتمع العراقي، لذلك فهذا الموضوع هو غاية في الأهمية لأن العراق بدأ يتعامل بواقعية مع الأوضاع الداخلية العراقية والكل يتذكر أن السفير البريطاني في بغداد قد أعلن في وقت سابق أن العراق قد يتعرض إلى عقوبات بسبب السلاح خارج سلطة الدولة وأن الحكومة والفصائل والحشد الشعبي تأخذه على محمل الجد حيث انها توقفت عن استهداف اسرائيل في الاشهر الماضية وهذا قرار مهم قبل وصول ترامب إلى السلطة، إذا نقل وجهات نظر الاطار التنسيقي والفصائل العراقية إلى بريطانيا خلال زيارة السوداني موضوع مهم خاصة وان العراق شراكة مع بريطانيا الحليفة الاستراتيجية للولايات  المتحدة.