الطبع البارد
حسين الصدر
-1-
يختلف الناس في طبائعهم ، وهذا الاختلاف ليس غريبا ، ذلك أنّهم ليسوا نسخة واحدةً وانما هم شرائح كثيرة مختلفة في اللون واللسان والدين والقومية .
-2-
قال الشاعر :
لا تكن سُكرّا فتأكلك الناس
ولا حنظلا يذاقُ فيرمى
-3 –
وهناك من تراه صامتاً في أغلب أحواله ، واذا نطق فلا يقوى على أنْ يحرّك أحداً ..!! ذلك أنه ثقيل لا في الأعمال فحسب بل حتى في الأقوال ...
ومثل هذا الطبع البارد المذموم وصفه الشاعر فقال :
وصاحبٍ أصبحَ من بَرْدِهِ
كالماء في كانون أو في شباطْ
ندمانهُ من ضيق أخلاقه
كأنهم في مثل سَمِّ الخياطْ
نادمتُه يوماً فألفيتُه
متصل الصمتِ قليل النشاطْ
حتى لقد أوهمني أنّه
بعض التماثيل التي في البساطْ
-4-
وقال أخر :
لقد شان شأنَ الشعر قومٌ كلامهم
اذا نظموا شعراً مِنَ الثلجِ أبردُ
فالشعر البارد مذموم أيضا .
-5-
وأين هذا من اللبق الظريف الذي لا تمل أحاديثه ، والذي يستطيع ان يسحرك بعذب بيانه وبديع أخباره ؟
-6-
الانقباض ليس صحيحا على الاطلاق، وعلى الانسان أنْ يكون منبسطاً منفتحا على الناس ، وان يبذل جهده في الإسهام بتقويم المعوّج وإصلاح الفاسد بدل الانشغال في ما لا يجدي ولا ينفع .