الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
العولمة الرثة

بواسطة azzaman

العولمة الرثة

حاكم محسن الربيعي

 

يمكن تعريف العولمة بانها عملية الترابط بين اقتصادات العالم وثقافاته المجتمعية وانعكاس  مؤثرات هذا الترابط على مجتمعات الدول المتأثرة بالعولمة الواردة، والتي يفترض ان ينتج عنها تبادل تجاري وثقافي عبر الحدود في السلع والخدمات والتكنولوجيا والتعليم  والمعلوماتية, وتدفقات الاستثمار من الدول الثرية الى الدول الفقيرة, وغالبيتها دول تعرضت الى الاستعمار من قبل الدول الاستعمارية المعروفة وابرزها بريطانيا وفرنسا وايطاليا وامريكا وأينما حلت هذه الدول الاستعمارية تعمل على نهب الثروات الوطنية لشعوب الدول التي استعمرتها ويشهد على ذلك التاريخ الاستعماري لهذه الدول كبريطانيا وما فعلته في مجموعة من الدول العربية وفي الهند والباكستان وفلسطين التي أهدتها للصهاينة والتي مازالت تمثل دولة الكيان اللقيط سرطان في جسم الوطن العربي الذي يبلغ تعداد سكانه 461 مليون نسمه غير قادر على كيان لقيط لا يتعدى عدد نفوسه عدة ملايين , وما فعلته فرنسا في أفريقيا ودول أخرى كبلجيكا وامريكا والتي نهبت ثروات الدول الافريقية وعملت على تهجير الأفارقة الى اوروبا لا جبارهم على العمل فيها وبأجور لا تتعدى  تكاليف ملئ بطونهم, أما ايطاليا فكان نصيبها ليبيا التي قتلت ابرز قادتها ونهبت ثرواتها  , وكان تاريخ هذه الدول أبشع تاريخ  أسود, ومن المؤسف  يعتقد البعض ان بريطانيا، دولة ديمقراطية, في حين لبريطانيا تاريخ أسود بامتياز حيث مكنت السطات أصحاب الملكيات الكبيرة للاستيلاء على الملكيات الصغيرة, حيث هجر من هجر وقتل من قتل, وجعلوا منهم عاطلين يبحثون عن عمل بقوت يومهم, وتشهد حالة حرق كوخ على امرأة عجوز رفضت التخلي عن أرضها, هذا ما فعله الانكليز وهذا هو تاريخهم.

دول متقدمة

أما ما يسمى بالديمقراطية فهي كما في بعض التجارب العربية تكلموا ما تريدون, المال والسلطة بأيدينا وقادرين ان نفعل بكم ما نريد, هكذا هي الامور تسير في الدول المتقدمة وتسمي ذلك ديمقراطية, ففي بريطانيا مثلا ليس أكثر من ثلاثين بالمائة يشاركون بالانتخابات, وجميعا موجهين من قبل منظمات المجتمع المدني والاندية الخاصة لانتخاب من سيقود العملية السياسية, ومجلس النواب لاحول ولا قوه له, فقط كمسرح سياسي أمام العالم, والمناوئين السياسيين يتم ابعادهم أو يفكرون لهم بفضيحة سياسية ينتهون بها سياسيا, أما أمريكا ففضائح التزوير بالانتخابات حدث ولا حرج  وهي فضائح معروفة على مستوى عالمي, أما بلجيكا فكانت تضع اطفال أفارقة في أقفاص في حدائق الحيوان, هكذا هو تعاملهم مع الانسان, ويعاقب اطفال اتهموا بالسرقة بقطع الايدي والارجل بحيث هناك صورة لاب جالس وينظر الى أيدي وارجل طفلته المقطوعة, أما الامريكان فهم قتلة السكان الاصليين من الهنود الحمر, وكانت اجور القتل  تختلف حسب سلخ الراس من عدمه , حيث كانت اجور الراس المسلوخ تزيد عن اجور الراس بدون سلخ, هكذا هي الاساليب المقرفة لدولة تدعي بحقوق الانسان وتعادي الدول الاخرى على هذا المبدئ الذي تتخذه ذريعة لمحاربة الاخر, وهي لم تلتزم به قط حتى لمواطنيها, هذه الممارسات الامريكية  للسكان الاصليين ,  دول هذا ما فعلته مع الدول التي استعمرتها, ماذا ينتظر منها, واذا اريد معرفة ما فعلته العولمة  الحديثة الواردة من هذه الدول وهذه خلفيتها, تدمير وتخريب لكل البنى والهياكل الارتكازية للدول وخلق فرص للا حتراب الاهلي. وهذا ما فعلته, الولايات المتحدة بدعم واسناد اوربي ودعم اقليمي, في كل من العراق وافغانستان وسوريا وليبيا واليمن وقبل ذلك في يوغسلافيا وحيكوسلوفاكيا وافغانستان ومكنت الكيان اللقيط من تدمير غزه وجنوب لبنان واخيرا تدمير كل ماله علاقة بقوة الجيش السوري من مطارات ومراكز ابحاث ودبابات واليات ومواقع اسلحة, واحتلال القنيطرة السورية وجبل الشيخ دون ادانه من احد او دون حراك فاعل حيث لا تنفع الإدانة, بل كان هناك صمت من دعاة  حقوق الانسان والديمقراطية,  يبدوا ان العرب لا يستحقون ان يتعامل الاخر معهم بحقوق الانسان والديمقراطية,  وهكذا كانت العولمة الرثة فاعلة في فرض انظمة سياسية على شعوب مجموعة من الدول دون ارادتها بل اصبحت تعاني من مشاكل سياسية وامنية واقتصادية ومجتمعية, بل في كل المجالات وأصبحت مضرب الامثال للدول التي حصل فيها الخراب, حيث تبنت العولمة الرثة متبنيات تعرف مسبقا انها ستؤدي الى التراجع في كل شيء في الدول التي فرضت عليها هذه الانظمة, وكل ذلك  خدمة للصهيونية ومشروعها التوسعي على حساب الدول الاخرى وهذا ما تهدف اليه الماسونية بأشراف الصهاينة, سلف البنائين الاحرار .


مشاهدات 115
الكاتب حاكم محسن الربيعي
أضيف 2024/12/28 - 2:58 PM
آخر تحديث 2025/01/22 - 4:24 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 458 الشهر 10393 الكلي 10200358
الوقت الآن
الأربعاء 2025/1/22 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير