المخدّرات حروب ناعمة
خليل ابراهيم العبيدي
رب متخوف من حرب عالمية ثالثة ، ربما بدأ أوارها في اوكرانيا ونحن بانتظار تأجيج جوابها في تايوان ، أو عند تخوم الفلبين بين الصين والولايات المتحدة تسابقا على خيرات بحر الصين الجنوبي ، أو حروب إسرائيل في الشرق الأوسط ، وهي حروب لها بداية أو ربما لا تحدث بسبب فداحة النتائج ، ولها حتما نهاية وهي حروب ايضا مدمرة ، ولكن لم تك لترقى باي معيار إلى خطورة حروب المخدرات المستعرة منذ الخمسينات وهي حروب هادئة ، ناعمة آلامها ليست كألام تبادل إطلاق النار ، أنها الام هتك العقول وقتل القدرات ، للحروب الساخنة حلول ونهايات ، ولكن لا حلول لحروب المخدرات ، أنها كانت بعيدة عن كثير من الدول ومنها العراق على سبيل المثال ، ومن يسببها لم يعد فقط المواطن المغامر ، بل صارت تنتجها بعض الحكومات ، او ربما كثير من الحكومات اخذت تغض الطرف أو ربما تنخرط في زراعة وإنتاج تلك المخدراتو،،، حول هذا العالم ،،،، بدءا من المكسيك مرورا بمافيات ايطاليا وصولا إلى مزارع أفغانستان ، وما يهمنا العراق فبالإضافة إلى ابتلائه بالحروب الساخنة تشن عليه اليوم الحروب الهادئة / الناعمة ، فقد بلغ وحسب وزارة الداخلية عدد المتورطين بتجارة المخدرات 17249 متورطا منهم 121 متورطا أجنبيا عام 2023 ،، وفي العام الحالي بلغ عدد المتورطين 14 الف متورط ، وبكمية ستة أطنان من تلك المخدرات المتنوعة ، ارقام مذهلة وصادمة ، وإن دلت على شئ أنما تدل على شدة الهجمة ودقة التهريب ، وان الارقام تشير إلى التناقص جراء إجراءات وزارة الداخلية ، ولكن الأمر مخيف جدا عندما يصرح وزيرا للداخلية ، أن نسبة المتعاطين من الشباب يناهز ال 50 بالمئة .
إننا في الوقت الذي نعرض فيه هول المسألة وسخونتها وربما قربها من مدارس اولادنا نهيب شاكرين بجهود شباب الداخلية ، ونشد على ايديهم وأيدي الجهات الأمنية الساندة الأخرى لبذل المزيد من الجهود ، وإعداد الخطط الحربية الساخنة لمواجهة هذه الآفة الناعمة التي تفوق الحروب التقليدية في دمارها للشعوب سييما أنها تستهدف الفئات الشابة القادرة على بناء البلدان.