كلمات على ضفاف الحدث
حروب ونفاق الأقوياء
عبد اللـه عباس
الأن وفي هذا العالم المتحرك بغطاء النفاق الذي رغب في العيش في اتونها الغامض منذ الخليقة ‘ حيث جاء في كتاب الرحمن : (وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل فى الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ...الى اخر اية .....) برغم هذا الخوف (لايعلم تفاصيله غير الله ) خلق الانسان بامره في احسن تقويم بفضل تكوينه المتوازن وعقله الفائق
ولكن وبرغم خلقه بهذه الطريقة الالهيه في كثير من المرا حل ‘ اعاد الرب الانسان الى اسفل السافلين لانه وكما اخطأ ادم ‘ ظهر تصرف الانسان بعد خطأ (ادم ) واقترب من الشجرة التي امره الله بأن لايقترب منها ‘ فكان ذلك الامر الرباني ‘ أول اشارة لعقل البشر بأن يفهم ‘ أن الرحمن وفي اول امر لخلقه ليكون خليفة في الأرض ‘ أعطاه قدره وفرصة الاختيار‘ أن يبقى في أحسن تقويم أو ينزله لاسفل السافلين ‘ خطأ ادم الاول باقترابه من الشجرة فكان نتيجتة طرد ادم وزوجه من الجنة الى الارض حيث قال الرحمن ( اهبطا منها جميعا بعضكم لبعض عدو فإما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ) وعلى الارض أيضا وضع الله الانسان (الخليفة ) أمام امتحان .
ملك الانسان
وعندما ملك الانسان الارض واصبح فوقها خليفة ‘ اوحى الله للخيرين منهم بأن يدعون الناس لعدم تكرار الخطأ في الاختيار كما فعل ادم‘ فكان الانبياء والرسل الى ظهور الرسالات الثلاثة من السماء الى الانبياء موسى وعيسى ومحمد ‘ والتاريخ يتحدث من جيل الى جيل ان بعد رحيل الرسول في الديانات الثلاثة ‘ظهر من سيطر على امور الرعية باسمهم وتحولوا من مبشرين بالخير والبناء الى قادة طامعين في حكم الرعية وليس لرعايتهم والدعوة الى الخير ‘ فكانت الحروب والفتوحات ... بحيث اصبح للحرب مكان في تأريخ البشرية ‘ فالكرة الأرضية شهدت حروبا طاحنة أدت الى هجرات بشرية غيرت شكل التركيبة الاجتماعية في بعض مناطق العالم وسجل التأريخ قوائم بالحروب الطويلة استمرت هذه الحروب مدة تزيد على 780 عاما (منذ بدايات القرن الثامن الى نهايات القرن 15 الميلادي ) وكان الهدف والشعارات كل طرف : نشر – العدالة والدفاع عن الانسان في ضوء الرسائل السماوية !!
والان والبشرية في القرن 21 هناك التنافس المتزايد والعمل لبناء ارضية توازن القوة المتغير بالتخطيط من (الانسان )كهوس لخلق اجواء توتر ‘ لانشغال الاجباري ليعطي مشروعية لهوس بناء قوة مطلوبة وحفاظ عليها ‘ وهذا التنافس يخلق ( مزيجاً خطراً على الساحة الدولية من شأنه أن يؤدي إلى حرب عالمية ).
قطب شرقي
عندما بدأت حقبة ما بعد الحرب الباردة، في أوائل تسعينيات القرن الماضي وانهيار القطب الشرقي (الاتحاد السوفيتي) وأصبح العالم ذي قطب قوي واحد ( الغرب الرأسمالي بقيادة الولايات المتحدة الامريكية )، مما ادى الى غرورالغرب بحيث يرون انفسهم بانه لهم الحق قيادة الوضع العالمي وقاموا بترويج لنظام عالمي جديد وتوجة لتصرف بهذه السياسة بشكل خطواتهم يدل الى ان من يواجههم في هذا الموقف انه اختار خندق مواجهة ذلك النظام العالمي الجديد.عندما نراجع تأريخ الاحداث ما بعد الحرب العالمية الثانية و الحروب المتنوعة والكثير منها بدأت بشراسة ووحشية كحروب الغرب المغرور بمكاسب الحرب انطلق لاحتلال بلدان العالم من بداية ضفاف البحر الابيض المتوسط باتجاه جنوب شرقي اسيا فكان في كل ذلك المرحلة الانتقال الى مرحلة وانهاء ما سميت بالحرب الباردة .
كانت اشرس قوة وحشية تقود الدمار في طول و عرض الشرقي الادنى و الابعد هي قوة مجموعة وحشية خالية من كل الاخلاقيات الانسانية من السماوية والارضية ‘ سميت بالولايات المتحدة الامريكية تقودها وحوش بثوب الانسان واكاذيب باسم الانسان ثبت وحشيتها باول ضربة سلاح محرم ادى الى قتل نحو 140 ألفا من سكان هيروشيما، البالغ عددهم 350 ألفا قد قتلوا، وأن نحو 74 ألفا آخرين على الأقل لقوا حتفهم في ناغازاكي.
ومنذ ذلك التأريخ اشرار العالم يصولون ويجولون طول وعرض الارض ينشرون النفاق والاكاذيب بعناوين براقة و يصنعون اسلحة الدمار الشامل ويمنعون الارادات الانسانية الصادقة من بناء اراداتهم الحرة ‘
أن اخلاقية اعداء البشرية الي تحكم العالم وتعاملهم مع الارض والانسان على الكرة الارضية تؤكد ان رغم الالوان الزاهية في نشر ( العولمة و الانسانية ) التي ترعاها المنظمات الكارتونية ( مايسمى بالامم المتحدة ومجلس الامن الخماسي صلاحياتهم في ذلك المجلس اوضح دليل على نفاق الاقوياء ) مظاهر تخفي وحشية قوة الادارة الامريكية و لاانسانية الصهيونية الذي يدعم اشرار الادارات الامريكية ‘ هكذا ان الانسانية لاتزال في ظل»شريعة الغاب» و بناء الحضارة المدنية الحديثة ، ويُخطأ من يظُن أن العالم صار أفضل وفي أحسن حال مع تطور الفكر الإنساني وظهور الكيانات المؤسسية العالمية .إذ إن ما جرى لم يتعدَ حدود تجميل الصورة ووضع بعض الرتوش على القبح والجنون والتدمير الذي ساد الأمم الغابرة، عندما كانت تشن القبائل البدائية الحروب والصراعات بحثًا عن مصادر العيش، كالماء والمرعى، أو لفرض هيمنتها؛ ففي عصرنا اليوم ما تزال «شريعة الغاب» هي المُسيطرة والحاكمة في الكثير من القضايا، ولننظر إلى الدور الأمريكي وانحياز واشنطن السافر لأعمال القتل والإبادة الجماعية ودعمها لهدم الأمم وتفتيت الشعوب.
وتؤكدالاحداث وتحليلات المنصفين في توضيح ما يجري في العالم ‘ أن هذا الدور الأمريكي المُدمِّر للسلم العالمي يرتكز على استراتيجية خبيثة تستهدف أولًا وأخيرًا تحقيق المصالح الأمريكية والحركة الصهيونية العالمية على حساب الشعوب، وبدماء الأبرياء، ولا تضع- هذه الاستراتيجية - في عين الاعتبار مُطلقًا حقوق الشعوب الأخرى في العيش الكريم والآمن
من خلال التخطيط الدقيق والمتقن يعمل الغرب بقيادة امريكا على تنفيذ برنامج للقضاء على اي قوة يشعرون بخطورة نموها والبرنامج هو:ان تترك عدوك يحارب نفسه بنفسه باستخدام الطابور الخامس وبأستثمار الصراعات الفكريه والدينيه وتأجيجها .
يقول روجيه غارودي : الان يقاتل الغرب بتكلفه صفريه العدو يقتل نفسه ، العدويدفع ثمن السلاح لهم ثم يقتل نفسه به ، العدو يطلب للتدخل لانقاذه فلا يقبل وهذا يعني ان ساسة الغرب لا يخسرون شيئا في حروبهم بل يكسبون
• مختصر مفيد : «الدرس الوحيد الذي نتعلّمه من التاريخ، هو أن أحدا لم يتعلم من التاريخ»./ هيجل