بغداد تشارك في فعاليات منتدى الفضاء العالمي
دول العالم تعلن إستعدادها للتعاون لتطويرمنظومة فضاء عراقية
بون - بالزمان
شهدت مدينة بون الالمانية الاسبوع الماضي تظاهرة علمية دولية نظمها منتدى الفضاء العالمي وحضرتها ممثلة من وزارة النقل العراقية وهيئة الاعلام والاتصالات لرصد اخر التطورات في مجال تكنلوجيا الفضاء وتفاعل العراق مع ابرز المنظومات العالمية المعنية في هذا المجال لاسيما ان العراق بصدد تطوير عمل هيئة متخصصة في هذا المجال الحيوي.
( الزمان) التقت في بون المهندسة العراقية غاده هاشم و سألتها عن ابرز ما جرى في الملتقى ..
ان تمثيل وزارة النقل العراقية في فعاليات ونشاطات الفضاء العالمي لعام 2024 كانت تجربة ملهمة ومهمة في الوقت ذاته. فهذا المنبر العالمي جمع بين 450 مشارك من 94 دولة من مختلف القارات ، وهم يمثلون الحكومات والمنظمات المدنية والشبابية والصناعية والأوساط الأكاديمية وأصحاب الرؤى
لمناقشة التحديات والفرص التي تشكل مستقبل استكشاف الفضاء. واضافت:
- كان شرفً لي أن أشارك في هذه الحوارات الحاسمة، خاصة وأن العراق يستعد لإطلاق قمره الصناعي المخصص للتصوير الفضائي ومراقبة الأرض. وتشرفت بتمثيل وزارة النقل في هذا المنتدى، وعلى نفقتي الخاصة بينما مثّل هيئة الإعلام والاتصالات السيد( أحمد عبد الرضا حسن)، حيث كنا الممثلين الوحيدين عن العراق ضمن أعضاء لجنة الاستخدامات السلمية للفضاء الخارجي.
□ وماذا عن محتوى اهتمام هذا الملتقى لهذا العام ..؟
- كان موضوع المنتدى لهذا العام فضاء مستدام من أجل استدامة الأرض وتمت مناقشة مواضيع مثل تخفيف الحطام الفضائي، إزالته، مراقبته، إدارة حركة المرور الفضائي، تجنب الاصطدامات، تعد هذه المناقشات ضرورية لضمان مستقبل آمن ومستدام يسهل الوصول إليه في الفضاء.
بعد كلمة مؤثرة ألقَتها آرتي هولا-مايني (رئيسة مكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي)، دعت خلالها الدول إلى الاتفاق العاجل على خارطة طريق مشتركة بدلاًً من التركيز فقط على المصالح الوطنية.
إن التعاون العالمي، وتبادل البيانات، وتنفيذ إرشادات الاستدامة طويلة الأمد هي المحاور الرئيسية لمواجهة هذه التحديات. من المشجّع رؤية مكتب الأمم المتحدة لشــــــؤون الفضاء الخارجــي يقود الطريق عبر ورش العمل والمحاكاة المصممة لتعزيز الخبرات وتحسين التنسيق بين أعضاء لجنة.
و بينما نستعد للمراجعة المتوسطة لأجندة الفضاء 2030، أصبح من الواضح أن التقنيات الفضائية لا غنى عنها في مواجهة التحديات العالمية. هذه المراجعة ستُبرز الحلول الممكنة، كما ستسلط الضوء على دور مكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء في بناء القدرات ومساعدة الدول على تنفيذ هذه الأجندة الطموحة.
انتهى عصر الفضاء كمجال حصري. نحن اليوم ندخل مرحلة جديدة تقودها الابتكار، والشمولية، والتعاون بين مجموعة متنوعة من أصحاب المصلحة. هذا الزخم يُعزز الاقتصاد الفضائي ويفتح الأبواب أمام إمكانيات جديدة تُبشر بمستقبل أكثر إشراقًا للجميع.
□ وهل شهد الملتقى فعاليات مكملة لجلسات المناقشة…؟
- كجزء من فعالية جانبية خلال منتدى الأمم المتحدة العالمي للفضاء 2024، حظيت بفرصة رائعة للمشاركة بالجولة التقنية إلى مركز رواد الفضاء الأوروبي، وكالة الفضاء الأوروبية، ومركز الفضاء الألماني ومركز لونا للقمر في مدينة بون .
وهدفت هذه الزيارة إلى الاطلاع على أحدث التقنيات المستخدمة في أبحاث الفضاء والتطبيقات الطبية
والهندسية المتعلقة بعلوم الفضاء ، من أبرز تفاصيل هذه الجولة :-
وأتيح لي مشاهدة رواد فضاء من أوروبا ودول أخرى على شاشات غرفة التحكم الكبيرة أثناء تنفيذهم لجدولهم اليومي.
ومن بين التجارب المميزة التي تجرى حاليا دراسة كيفية ذوبان المعادن وإعادة التصاقها في ظروف انعدام الجاذبية ،تجربة رائعة تلقي الضوء على سلوك المواد في الفضاء
والتدريب على المهمات الفضائية وكيف يتم إعداد رواد الفضاء نفسيًا وبدنيًا من خلال برامج تدريبية مكثفة تحاكي بيئة الفضاء.
واطلعت على أبحاث تُجرى لدراسة كيفية تكيّف جسم الإنسان مع ظروف الفضاء، خاصة انعدام الوزن.
وشاهدت التقنيات المستخدمة لمراقبة الحالة الصحية لرواد الفضاء قبل وأثناء وبعد الرحلات الفضائية.
ومركز لونا أحد أبرز محطات الجولة، حيث يمثل بيئة مثالية لمحاكاة سطح القمر باستخدام مواد تشبه التربة القمرية (الريغوليث).
وشاهدت كيف يتم اختبار المركبات والروبوتات التي ستُستخدم في استكشاف القمر والهبوط على سطحه.
واطلعت على برامج تدريبية لرواد الفضاء تركز على مهارات دراسة الجيولوجيا القمرية والتحضير للمهام المستقبلية.
وكانت رؤية صخرة أبولو، التي جُلبت من سطح القمر خلال مهام «أبولو» التاريخية، لحظة ملهمة ومؤثرة للغاية،إن هذه الصخرة ليست مجرد قطعة حجرية؛ بل هي رمز لإنجاز بشري عظيم، يعكس الشجاعة والابتكار والقدرة على تحقيق المستحيل..
□ ماالهدف الاكثر اهمية من المشاركة الدولية للعراق..؟
- اوضحنا أن العراق جاد لتنفيذ برنامج فضائي طويل الأمد، يبدأ ببناء قمر صناعي يلبي احتياجات المؤسسات الوطنية،
و سينفذ هذا بالاتفاق مع شركة سيري البريطانية تمتلك خبرة في هذا المجال فضلاً لتاسيس مراكز للابحاث وهيئات متخصصة من اجل التعاون لمعالجة الحطام الفضائي وضبط الملاحة البحرية و الجوية مما تقدم نؤكد ان الهدف الأسمى من هذه المشاركات الاطلاع على أخر التطورات و المستحدثات في مجال توظيف تكنولوجيا الفضاء لخدمة التنمية عامة و في مجالات أهتمامات وزراة النقل خاصة بما يتعلق بتحسين مسارات النقل والأتصالات و تبادل الخبرات مع دول العالم و نقل التجارب و التطبيقات .
لقاءات على هامش المنتدى
تم عمل لقاءات جانبية على هامش المؤتمر مع بعض ممثلي وكالات الفضاء الدولية في بلدانهم مثل الامارات العربية المتحدة و المانيا و البرازيل و بينو استعدادهم الكامل
لتعاون مشترك من اجل مشروع برنامج فضاء عراقي.
□ وماذا عن التوصيات ..؟
- انتهى المؤتمر لتاكيد عدد كبير من التوصيات تركز على التعاون المشترك ومن ابرزها :
1- الأستدامة الفضائية ليست مجرد تحدٍ تقني، بل هي مسؤولية عالمية متعددة الأطراف. من مواثيق الحطام الصفري إلى التقنيات المتقدمة واللوائح العملية، أصبح المسار نحو عمليات فضائية مستدامة واضحًا: التعاون، الابتكار، واتخاذ الإجراءات الآن
2- التعاون الدولي وآليات التنفيذ أمران ضروريان لضمان السلامة المدارية على المدى الطويل.
3- نحتاج إلى قواعد مرور متفق عليها دوليًا لدعم التشغيل الآلي للأقمار الصناعية.»
4- القواعد الواضحة والبسيطة تمهّد الطريق لعمليات فضائية أكثر أمانًا وكفاءة.
5- مراقبة الحطام حيث ان «أكبر خطر هو ما لا نراه: الجسيمات الصغيرة التي تخلق سحبًا من الحطام غير المتوقع.»
6- التقنيات المتقدمة وذات التكلفة المعقولة ضرورية لتتبع الحطام الصغير والحد من مخاطره.
7- الاستدامة طويلة الأمد تتطلب الانتقال من الحلول المؤقتة إلى إعادة تدوير الأقمار الصناعية وإعادة استخدامها.
8- التنفيذ التدريجي يضمن قدرة الصناعة على التكيف مع تشجيع الابتكار،لا يمكننا فرض لوائح صارمة بين عشية وضحاها؛ نحن بحاجة إلى نهج تدريجي.