الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
عندما لوّحت لك بيدي

بواسطة azzaman

عندما لوّحت لك بيدي

ثامر مراد

 

عندما لوّحت لك بيدي، لم يكن وداعًا كما تظن. لم تكن لحظة النهاية، بل محاولة يائسة لمحو الضباب بيننا. كنت أزيح غيوم الدنيا بيدي، أرسم طريقًا صافياً لعينيك، وأقول لك دون كلمات: «أنا هنا، أبحث عنك في كل زاوية من روحي».

لم تكن تلك الحركة إعلانًا للرحيل. بل كانت نداءً صامتًا، رجاءً للرياح أن تهدأ، وللغيم أن ينقشع، وللشمس أن تبقى قليلاً.

كنت أريد أن أراك بوضوح، أن أحفظ ملامحك في ذاكرتي كما يحفظ النهر وجه السماء على سطحه الهادئ.

لوّحت لك وأنا أتعثر بالكلمات، وأحمل بين أناملي ألف شعور وألف معنى. كانت يدي تكتب قصيدة في الهواء، تخبرك بأنني لست هنا لأتركك، بل لأقترب أكثر.

 لم تكن اللحظة وداعًا، بل كانت وعدًا باللقاء كلما نظرنا إلى الشمس، كلما سمعنا صمت الريح.

تلك الحركة لم تكن إلا انعكاسًا لصوتي الداخلي. صوت يهمس: «ابقَ، فأنت البداية والنهاية». لوّحت لك، لا لتبتعد، بل لتبقى حاضرًا في ذاكرتي، في قلبي، وفي كل لحظة أحياها معك.

 

 

 


مشاهدات 288
الكاتب ثامر مراد
أضيف 2024/12/16 - 3:56 PM
آخر تحديث 2025/01/22 - 9:37 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 504 الشهر 10439 الكلي 10290404
الوقت الآن
الأربعاء 2025/1/22 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير