مَنْ هو المُفْلس الحقيقي ؟
حسين الصدر
-1-
لأنَّ المال أعمى البصائر ، واللهاث وراءه لا ينقطع ، فانَّ المفلس عند الناس هو الذي لا يملك من المال شيئا .
ومن هنا قال الشاعر :
ما أحسنَ الدينَ والدنيا اذا اجتمعا
وأقبحَ الكفرَ والإفلاسَ في الرجلِ
-2-
ولكن المفلس عند الرسول (ص) هو الذي اختلطت عنده الأوراق فجمع بين الصلاة والصيام والزكاة وبين الاعتداء والإساءة الى الاخرين.
-3 –
روي عنه (ص) انه قال :
( أَتدرُونَ مَنْ المُفْلِس ) ؟
قالوا :
المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع .
فقال :
( ان المفلس مَنْ أمتي يأتي يومَ القيامة بصلاة وصيام وزكاة ، ويأتي وقد شتم هذا ،
وقذف هذا ،
وأكل مال هذا ،
وسفك دم هذا ،
وضرب هذا ،
فيعطي هذا من حسناتِه ،
وهذا من حسناته ،
فانْ فنيتْ حسناتُه قبل ان يُقضى ما عليه ، أخذْ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طُرح في النار )
-4-
نعم
ان الصلاة التي لا تنهى عن الفحشاء والمنكر ما هي الا لقلقة لسان .
وانّ الصيام الذي لا يردع عن المحارم ما هو الاّ مجرد جوع وعطش . نسأله تعالى ان يوفقنا واياكم لطاعاته ومراضيه بعيداً عن تجاوز الحدود
وبعيداً عن كل اعتداء وإساءة .