الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
حزين أنا حقاً

بواسطة azzaman

حزين أنا حقاً

مجيد السامرائي

 

ولما الدنيا تنسانا، نلاقي الصبر ويانا، في خطوتنا، في سكتنا ويسمع لينا شكوتنا، وعمره في يوم ما قال لأ ولا مرة سألنا ليه

ذلك هو المنقذ من لاجدوى البحث  ابدا لايقول : وثلث العلم لاادري   : الذكاء الاصطناعي   .. اخبرته اني حزين بلا سبب .. وقبل ان يبطل العجب رد علي :

ألمشاعر الحزينة يرى علم النفس ( حسب كمال الخيلاني ) أن وراءها أسباب كثيرة يغفلها المصاب بها ويعتقد أنها بلا سبب، ولكن الاسترشاد بالمعالج النفسي يساعده على وضع يديه على الأسباب ومن ثم علاجها ليعود الشخص لطبيعته . موضوع الحزن موضوع متداخل فيه الكثير من التعقيد ولعل هذا التعقيد يمكن فهمه في حالة الحزن معلوم المصدر ولكن المشكلة عندما تشعر بالحزن بدون ان يكون هناك سبب مباشر وهنا يمكن القول ان الخبرات التي يعيشها الإنسان طيلة حياته لاسيما خبرات الطفولة خاصة تلك الخبرات المشحونة أنفعاليا والتي يتم ترحيلها إلى اللاشعور يمكن أن تكون من أسباب الحزن مجهول السبب فضلا عن الاقترانات الشرطية التي يتم فيها ارتباطات مع أشخاص او اشياء او احداث قد تجعلنا نشعر بالحزن ونعجز عن تفسير أسبابه. ولعل أبلغ تعبير عن ذلك ماكتبه الراحل كاظم اسماعيل گاطع عندما كتب( مو حزن لكن حزين) ويبقى الإنسان لغزا من الصعب الدخول إلى مكنوناته ولكنها محاولات للتفسير فالبعض يعتبر الحزن حاجة كقول نزار قباني (فانا محتاج منذ لعصور لامراة تجعلني أحزن لامراة اغفو بين ذراعيها مثل العصفور)

أتعلمين أيَّ حُزنٍ يبعث المطرْ؟ وكيف تنشج المزاريب إذا انهمرْ؟ وكيف يشعر الوحيد فيه بالضياعْ؟هن اذن اكثر منا شعورا بما نظنه تهمة، أي حزن يبعث المطر؟

المطر، تلك القطرات التي تنساب من السماء بلا توقف، تحمل في خيوطها المتساقطة أحاسيس متناقضة. المطر أحيانًا يأتي كفرح يروي الأرض وينبت الأمل في القلوب، لكنه في أحيانٍ أخرى يحمل في طياته حزنًا غامضًا، كأنما يذكّرنا بما ضاع منا، أو بما لم نستطع الوصول إليه.

عندما يتساقط المطر، يخلق حالة من التأمل العميق داخل الإنسان. أهو تذكار للأيام الخوالي؟ أم مرآة تعكس الحنين إلى زمن لا يعود؟ المطر ليس حزينًا في ذاته، بل هو وسيط يحمل إلينا صدى ما نخبئه في أعماقنا. أحيانًا نبكي مع السماء، لا لسبب محدد، بل لأن تلك اللحظة تحت المطر تجعلنا نواجه أنفسنا دون أقنعة.

هل هن  أكثر  منا حزنًا تحت المطر؟

ربما الحزن الأكبر يكون لأولئك الذين فقدوا وطناً، أو فقدوا أحباباً كانوا يستظلون معهم تحت سقف واحد. في العراق، على سبيل المثال، يأتي المطر ليغسل الشوارع، لكنه لا يستطيع أن يغسل ألم السنين ولا جراح الفراق. هناك من يرون في قطرات المطر دموعاً للأرض، وهناك من يرون فيها دموعاً لأحباء رحلوا.

كيف اجتمع كل هذا الكلام وماهي سيول مصادره ،المطر لا يفرّق بين الناس، لكنه يختلف في تأثيره على قلوبهم. الحزن تحت المطر ليس مجرد شعور، بل هو حالة إنسانية مشتركة. قد تكون أكثر حزناً تلك الأرملة التي تجلس خلف نافذة مكسورة، أو المغترب الذي يرى في المطر حنيناً إلى أرض تركها مرغماً، أو ربما الطفل الذي لا يفهم لماذا السماء تبكي، لكنه يشعر بالبرد والوحدة!. المطر لغة لا تحتاج إلى ترجمة، لكنه يروي قصصاً بأصوات لا تُسمع إلا لمن يملك قلباً يشعر.حقا لماذا أنا حزين ؟

 ربما لاني مثل قلب والدة كما يسميني صديقي الوحيد اللدود  .. اتذكر مناسبته السعيدة واحتفل عنه نيابة ولكنه تحت قصف المطر يقول لي : نلتقي لنرتقي!

 


مشاهدات 157
الكاتب مجيد السامرائي
أضيف 2024/12/08 - 4:36 PM
آخر تحديث 2025/01/22 - 10:31 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 383 الشهر 10318 الكلي 10200283
الوقت الآن
الأربعاء 2025/1/22 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير