الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
متى تستخدم أسلحتكم المكدّسة؟

بواسطة azzaman

متى تستخدم أسلحتكم المكدّسة؟

شاكر كريم عبد

 

بعد  ان اصبحت بلاد العرب والمسلمين من أكثر المناطق المتضررة من الحروب المدمرة التي يشنها  الامريكان والصهاينة ، حتى أضحت حقلاً للتجارب على الأسلحة وهذا ماحصل  للعراق عند غزوه و افغانستان وليبيا واليوم في غزة ولبنان وسورية.

ومن أسلحة الدمار الواسع التي يستخدمها الإرهابي نتنياهو على سكان غزة المحاصرة هي القنابل الأميركية الثقيلة زنة 2000 باوند التي يسقط ضحايا الواحدة منها بالمئات بعد استهداف المجمعات السكنية والمخيمات والمدارس التي يقطنها الفلسطينيون المدنيون، وقنابل( مارك 84) وتسمى المطرقة، استخدمت في الهجوم على المناطق السكنية في الجنوب اللبناني منذ إعلان الحرب عليه، وهي شديدة الانفجار وتحدث حفرة واسعة وعميقة في الأرض .

فان جنرالات الحرب الأميركيين ونظراءهم الصهاينة يشعرون بالنشوة من كفاءة تلك الذخائر التي تهد المباني وتفتك بالمدنيين العزّل وغالبيتهم من النساء والأطفال الأبرياء. وحتى بعثات الامم المتحدة وقوات حفظ السلام لم تسلم منها.

بل الادهى من ذلك  دشنت الولايات المتحدة الامريكية مرحلة جديدة  من الدعم العسكري  لاسرائيل من خلال  قرار بنشر منظومة « ثاد» المتطورة المضادة للصواريخ والجنود  والضباط في اسرائيل،  وفي الوقت  ذاته توفر لها « الغطاء السياسي».  وتعرقل اي محاولات من قبل مجلس الامن لوقف الالة العسكرية الاسرائيلية المسؤولة عن الجرائم في غزة وبيروت.

تأمين طعام

 وبدلاً من أن يبحث حكام العرب  « الاشاوس»   في كيفية التخلص من الفقر وتأمين الطعام للجياع من شعبهم، فإنهم ينشغلون في حروب داخلية، وفي إبرام صفقات أسلحة لا يستفيدون منها، ولا مجال لاستخدامها، بل إن العرب يحتلون الصدارة في قائمة أكبر مشتري الأسلحة في العالم والسبب الحقيقي وراء ذلك هو سوء الإدارة والفساد السياسي، وغياب المنطق لدى من يديرون بلادنا العربية، إذ لا يزال الكثير من الدول العربية تشتري الأسلحة والذخائر بمليارات الدولارات، بدلاً من شراء الخبز والطعام بهذه الأموال، وبدلاً من توظيفها في مشاريع للتنمية والتطوير.فانهم يشترون أسلحة تصدأ في مخازنها، ويُبددون أموالاً كان من المفترض إنفاقها في القضاء على الفقر والجوع والعوز لدى الناس. و المضحك المبكي  ان أغلب مشتري الأسلحة لا يخوضون أية حروب وليسوا طرفاً في أي نزاعات مسلحة، بل إن مشتري الأسلحة العرب لديهم اتفاقات سلام مع اسرائيل ويقيمون علاقات تطبيعية مع الاحتلال الغاشم..

فاين انتم ياقادة العرب والمسلمبن؟ وما هو دور جيوشكم الجرارة وأسلحتكم المكدسة؟ هذا مايجعلنا ان نقولها بصراحة ان جيوشكم ليست للدفاع عن العرب والمسلمين وانما لقتل شعوبكم  وانكم لاتستطيعون اطلاق طلقة واحدة على الكيان الصهيوني المتغطرس. فبلداننا في حروب مستمرة وكل يوم يزداد عدد جيوشكم ويحطم بعضكم بعضا وتطلبون العون والدعم من دول عظمى مساندة لاسرائيل تسعى الى تدمير ارضنا من خلال مخططات اسقاط كثبر من الدول العربية والاسلامية وانتم تتفرجون ومن الحياء والخجل تتوسلون بالكيان الصهيوني وبدول الغرب الاستعماري للتخفيف عن  عمليات التدمير والقتل والتهجير ووقف القتال في غزة وبيروت فالشعب الفلسطيني والشعب اللبناني وحده من يدفع الثمن . فاين انتم اليوم مما يجري في عالمنا العربي والاسلامي من غطرسة إسرائيل التي هي العدو الأول والأخير للعرب والمسلمين؟ ، فهي أكبر مستفيد من هذه الأحداث والفساد لتمكين يهود العالم من أراضينا وتثبيت الكيان الصهيوني في قلب المنطقة العربية، فمع كل حدث في مناطقنا العربية ودولنا الإسلامية يزداد نمو هذا الكيان حتى يحصل الدمار الشامل لأرضنا، وتصبح لهم السيادة والاستعلاء وتسخير الشعوب .

سوء العذاب

فقد جاء  في سورة الإسراء أن الله سبحانه وتعالى قضى على بني إسرائيل أن يفسدوا في الأرض مرتين، وأنه سيسلط عليهم عقب كل إفساد من يسومهم سوء العذاب؛ فقال تعالى: {وَقَضَيْنَا إلَى بَنِي إسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا 4 فَإذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا 5 ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا 6 إنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لأَنفُسِكُمْ وَإنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْـمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا 7 عَسَى رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ وَإنْ عُدتُّمْ عُدْنَا} [الإسراء: 4 - 8].

وها هو الفساد مستمر والغطرسة مستمرة إلى عصرنا الحديث وما فيه من تدمير وقتل وتهجير لبلاد العرب وضياع المسلمين وانقسامهم إلى طوائف وأحزاب وما يذوقه الناس من ويلات وعذاب وظلم وطغيان، ولكنه حتماً سيزول بزوال إسرائيل هذا الكيان اللقيط عندما تنهض أمتنا وتجتمع وتتحرك جيوشنا للدفاع عن  ارضنا وعرضنا وشعبنا وقتال الأعداء وليس لِقتال بعضهم البعض. فإن زوال إسرائيل يسبقه ضياع شعوب وفساد مجتمعات عربية واسلامية يصل بها الحال إلى دمار وانهيار، ولا شك أن يأتي الفتح ولو بعد حين، فإن غداً لناظره قريب ولكل بداية نهاية والله ناصر المؤمنين.


مشاهدات 200
الكاتب شاكر كريم عبد
أضيف 2024/10/25 - 3:02 PM
آخر تحديث 2025/01/22 - 9:22 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 29 الشهر 10468 الكلي 10290433
الوقت الآن
الخميس 2025/1/23 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير